الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: النهاية في غريب الحديث **
{هرب} (ه) فيه <قال لَهُ رجُلٌ: مَالي ولِعَيالي هَارِبٌ ولا قَارِبٌ غَيرَها> أي مَالِي صَادِرٌ عن المَاء ولا وَارِدٌ سَوَاهَا، يَعْني نَاقَتَه. {هرت} (ه) فيه <أنه أكَلَ كَتِفاً مُهَرَّتَةً> أرَاد قدَ تَقَطَّعت من نُضْجهَا وقيل: إنما هُو <مُهَرَّدَةٌ> بالدَّال. ولحْمٌ مُهَرَّدٌ، إذا نَضِجَ حتَّى تَهَرَّأَ (في الأصل، والنسخة 517: <تَهَرَّى> وما أثبتُّ من ا، والقاموس (هرأ).) (س) وفي حديث رجَاء بن حَيْوَةَ <لا تُحَدِّثْنا عن مُتَهارتٍ> أي مَتَشَدِّقٍ مِكْثَارٍ، من هرَتِ الشِّدْقِ، وهو سَعَتُهُ، وَرجُلٌ أهْرَتُ. {هرج} (ه) فيه <بَيْن يَدَيِ السَّاعةِ هَرْجٌ> أي قِتالٌ واخْتِلاطٌ. وقد هَرَجَ النَّاسُ يَهْرِجُون هَرْجاً، إذا اخْتَلَطُوا. وقد تَكَرَّرَ في الحديث. وأصْلُ الهَرْج: الكَثْرةُ في الشَّيء والاتِّساعُ. (ه) ومنه حديث عُمَرَ <فذلك حين اسْتَهْرَجَ له الرَّأيُ> أي قَوِيَ واتَّسَعَ. يقال: هَرَجَ الفَرَسُ يَهْرِجُ، إذا كَثُر جَرْيُه. (ه) وفي حديث ابن عمر <لأكُونَنَّ فيها مِثْلَ الجَملِ الرَّدَاحِ، يُحْمَلُ عليه الحِمْلُ الثَّقيلُ فَيَهْرَجُ فَيبْرُكُ ولا يَنْبَعِثُ حتى يُنْحَر> أي يَتَحَيَّرُ ويَسْدَرُ. يقال: هَرِجَ البَعيرُ يَهْرَجُ هَرَجاً، إذا سَدِرَ من شِدَّة الحرِّ وثِقَل الحِمْل. (س) وفي حديث صِفَة أهلِ الجنةِ <إنما هُم هَرْجاً مَرْجاً> الهَرْجُ: كَثْرَةُ النكاح. يقال: بَات يَهْرُجُها لَيلَتَه جَمْعاءَ. (س) ومنه حديث أبي الدَّرداء <يَتَهارَجُون تَهارُجَ البَهائم> أي يَتَسافَدُون. هكذا أخرجه أبو موسى وشَرَحَهُ وأخرجه الزمخشري عن ابن مسعود وقال: أي يَتَسَاوَرُون (الذي في الفائق 3/202: <أي يتسافدون> وفي الدر النثير <يتثاورون>) . {هرد }(ه) في حديث عيسى عليه السلام <أنه يَنْزل بين مَهْرُودَتَيْن> أي في شُقّتَيْن، أو حُلّتَيْن. وقيل: الثَّوبُ المَهْرُودُ: الذي يُصْبَغ بالوَرْسِ ثم بالزَّعْفَران فيَجيء لَوْنُه مِثْلَ لَوْنِ زَهْرة الحَوذَانَة قال القُتَيْبي: هو خَطأ من النَّقَلة. وأرَاه: <مَهْرُوَّتَيْن> أي صَفْراوَيْن يقال: هَرَّيْتُ العِمَامَة إذا لَبسْتَها صَفْرَاء. وكأنَّ فَعَلْتُ منْه: هَرَوْتُ، فإن كان مَحْفوظاً بالدال فهو من الهَرْد: الشَّقّ، وخُطِّىء ابنُ قُتَيْبَة في اسْتدْراكه واشْتقاقِه. قال ابن الأنباري: القَولُ عندَنا في الحديث <بَيْن مَهرُودَتَينْ> يُرْوَى (في ا: <ويروى>) بالدال والذال: أي بَيْن مُمَصَّرَتَيْن، على ما جاء في الحديث، ولم نَسْمَعه إلا فيه. وكذلك أشياءُ كثيرةٌ لم تُسْمَع إلا في الحديث. والمُمَصَّرَةُ من الثياب: التي فيها صُفْرة خَفيفَة. وقيل: المَهْرودُ: الثوبُ الذي يُصْبَغ بالعُروق، والعُروقُ يقال لها: الهُرْدُ. (س) وفيه <ذابَ جبريل عليه السلام حتى صار مِثْلَ الهُرْدَة> جاء تفسيرُه في الحديث <أنها العَدَسَةُ>. {هرذل} (س) فيه <فأقْبَلَتْ تُهَرْذِل> أي تَسْترخي في مَشْيها. {هرر} *فيه <أنه نَهى عن أكْل الهِرِّ وثَمَنِه> الهِرُّ والهرّة: السِّنَّوْرُ. وإنما نَهى عنه لأنه كالوَحْشِيّ الذي لا يَصحُّ تَسْلِيمُه، فإنه يَنْتَابُ الدُّورَ ولا يُقيِم في مكانٍ واحِدٍ، وإن حُبِسَ أو رُبِطَ لم يُنْتَفَع به، ولئلا يَتَنازَع الناسُ فيه إذا انْتَقَل عنهم. وقيل: إنما نُهيَ عن الوَحْشِيّ منه دون الإنْسِيّ. وفيه <أنه ذَكَر قارِىء القرآن وصاحِبَ الصَّدَقة، فقال رجل: يا رسول اللَّه أرأيْتَكَ (في الأصل: <أرأيتُكَ> بالضم. وهو خطأ. انظر مادة (رأى> النَّجْدَةَ التي تكون في الرَّجُل، فقال: ليْسَت لهُما بِعِدْلٍ، إنَّ الكَلْبَ يَهِرُّ من وراءِ أهْلِه> معناه أن الشَّجاعَة غَريزَة في الإنسان، فهو يَلْقَى الحُروب ويُقاتِل طَبْعاً وحَمِيَّةً لا حِسْبَةً، فَضربَ الكَلْب مَثَلا، إذْ كان من طَبْعَه أن يَهِرَّ دُونَ أهْلِه ويَذُبَّ عنهم. يُريد أنَّ الجهَاد والشَّجاعَة ليْسَا بمِثْل القراءة والصَّدقَة. يُقال: هَرّ الكلبُ يَهِرُّ هَرِيراً، فهو هَارٌّ وهَرَّارٌ، إذا نَبَحَ وكَشَر عن أنْيابه وقيل: هو صَوْتُه دون نُباحه. (س) ومنه حديث شُرَيح <لا أعْقِل الكَلْبَ الهَرَّارَ> أي إذا قَتَل الرجُلُ كَلْبَ آخَر لا أوجِبُ عليه شيئاً إذا كان نَبَّاحاً؛ لأنهُ يُؤذِي بنُبَاحِه. (س) ومنه حديث أبي الأسود <المرأة التي تُهارُّ زُوْجَها> أي تَهِرُّ في وَجْهه كما يَهِرُّ الكلبُ. ومنه حديث خُزَيْمَة <وعاد لَها المَطِيُّ هَارّاً> أي يَهِرُّ بَعْضُها في وَجْه بَعْضٍ من الجَهْد وقد يُطْلَق الهَريرُ على صَوْت غَير الكَلْب. ومنه الحديث <إنِّي سَمْعتُ هَرِيراً كَهَرِير الرَّحا> أي صَوْتَ دَوَرَانها. {هرس} (ه) فيه <أنَّه عَطِشَ يَوْم أُحد، فَجاءه عَلِيٌّ بِمَاء من المِهْرَاسِ فَعافَه وغَسَل به الدَّمَ عن وَجْهِه> المِهْرَاس: صَخْرة مَنْقُورَة تَسَع كَثيِرا مِن المَاء، وقد يُعْمَل منها حِياضٌ لِلماء. وقيل: المِهْراسُ في هذا الحديث: اسْم ماءٍ بأحُدٍ قال (هو شبل بن عبد الله ، مولى بني هاشم. يذكر حمزة بن عبد المطلب، وكان دُفن بالمهراس. وصدر البيت: واذكُرُوا مَصْرعَ الحسينِ وزَيْدٍ * الكامل، للمبرد، ص 1178 ونسب ياقوت في معجم البلدان 4/697 هذا الشعر لسُدَيف بن ميمون: والرواية عنده: واذْكُرَنْ مقتل الحسين وزَيْد *) وقَتِيلاً بِجانِبِ المِهْراسِ* (ه) ومن الأول <أنه مَرَّ بِمِهْرَاسٍ يَتَجاذَوْنَه (في الأصل وا: < يتحاذونه> بالحاء المهملة. وصححته بالمعجمة من الهروي، واللسان، ومما سبق في مادة (جذا>> أي يَحْملونَه ويَرْفَعُونه. وحديث أنس <فَقُمْتُ إلى مِهْراسٍ لَنا فَضَربْتُه بأسْفَله حتى تَكَسَّرتْ>. (ه) وحديث أبي هريرة <فإذا جئنا مِهْراسَكُم (في الهروي، واللسان: <إلى مهراسكم>) هذا كَيْفَ نَصْنَع؟>. (س) وفي حديث عَمْرو بن العاص <كأنَّ في جَوْفي شَوْكَةَ الهَرَاسِ> هو شَجَرٌ أو بَقْلٌ ذو شَوْك، وهُو من أحْرارِ البُقُول. {هرش} *فيه <يَتَهارشُون تَهَارشَ الكِلاب> أي يَتَقَاتَلونَ وَيَتَواثَبُونَ. والتَّهْرِيشُ بَيْن الناسِ كالتَّحْرِيش. (س) ومنه حديث ابن مسعود <فَإذا هُم يَتَهارَشُون> هكذا رَواه بعضُهم وفسَّره بالتَّقاتُل. وهو في <مُسْند أحمد> بالوَاو بَدَلَ الرَّاء والتَّهاوُشُ: الاخْتِلاط. (س) وفيه ذكر <ثَنِيَّة هَرْشَى> هيَ ثَنِيَّة بَينَ مَكَّة والمدينة. وقيل: هَرْشَى: جَبَلٌ قُرْبَ الجُحْفَة. {هرف} (ه) فيه <أنَّ رُفْقَةً جاءت وهُم يَهْرِفُون بصَاحِبٍ لهُم> أي يَمْدَحُونه ويُطْنِبُون في الثَّنَاء عليه. ومنه المثل <لا تَهْرِفْ قَبْل أنْ تَعْرِف> أي لا تَمْدحْ قَبْلَ التَّجْرِبَة. {هرق} (س) في حديث أم سَلَمة <أنَّ امْرَأةً كانَت تُهَرَاقُ الدَّمَ> كذا جاء على ما لم يُسَمَّ فاعِلُه. والدَّمَ مُنْصُوب أي تُهْراقُ هي الدَّمَ وهو مَنْصُوب على التَّمييز وإن كان مَعْرِفة، وله نَظائر، أو يكون قدْ أُجْريَ تُهَرَاق مُجْرَى: نُفِسَت المَرأةُ غُلاماً، ونُتِجَ الفَرَسُ مُهْراً. ويَجُوز رَفْع الدَّمِ على تَقْدِير: تُهَرَاقُ دِمَاؤها، وتَكون الألِفُ واللامُ بَدَلاً من الإضَافَة، كقوله تعالى <أو يَعْفُوَ الذي بيدِه عُقْدَةُ النِّكاح> أي عُقْدَة نِكاحِه أو نِكاحِهَا. والهاء في هَرَاقَ بَدَلٌ من هَمْزة أرَاقَ يقال: أَرَاقَ المَاء يُريقُهُ، وَهَرَاقَهُ يُهَرِيقُه، بفَتْح الهَاء، هِرَاقَةً. ويُقالُ فيه: أهْرَقْتُ المَاءَ أُهْرِقُه إهْرَاقاً، فيُجْمَع بَيْن البَدَلِ والمُبْدَل. وقد تكرر في الحديث. {هرقل} (س) في حديث عبد الرحمن بن أبي بكر <لمَّا أُرِيدَ على بَيْعَةَ يَزِيدَ بن معاوية في حَياة أبيه، قال: جِئتم بها هِرَقْليَّةً وقُوقِيَّةً> أرادَ أن البَيْعَة لأوْلادِ المُلوك سُنّة مُلوكِ الرُّوم والعَجَم. وهِرَقْل: اسْم مَلِك الرُّوم. وقد تكرر في الحديث. {هرم} (س) فيه <اللَّهْمّ إنّي أعوذُ بك من الأهْرَميْن، البنَاءِ وَالبئر> هكذا رُوي بالرَّاء، والمَشْهور بالدال. وقد تقدَّم. (س) وفيه <إنَّ اللَّه لم يَضَعْ دَاءً إلا وَضَع له دَوَاءً إلا الهَرَمَ> الهَرَم: الكِبَر. وقَد هَرِم يَهْرَم فهُو هَرِم. جَعَل الْهَرَمَ داءً تَشْبِيهاً به، لأنَّ المَوْتَ يَتَعَقَّبه كالأدْوَاء. (س) ومنه الحديث <تَرْكُ العَشاءِ مَهْرَمة> أي مَظِنَّة لِلْهَرَم. قال القُتَيْبي: هذِه الكَلِمَة جارِيَة على ألْسِنَة النَّاس، ولَسْتُ أدْرِي أرسُول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ابْتَدأهَا أم كانَتْ تُقالُ قَبْلَه؟. {هرول} *فيه <مَن أتَانِي يَمْشِي أتَيْتُه هَرْوَلَةً> الهَرْوَلَةُ: بَيْنَ المَشْي والعَدْو، وَهُو كِنَايَة عن سُرْعَة إجَابة اللَّه تَعالى، وقَبُولِ تَوْبَة العَبْد، ولُطْفه وَرَحْمَته. {هرا} (س) في حديث أبي سَلَمة <أنه صلى اللَّه عليه وسلم قَال: ذَاك الهِراءُ شَيْطانٌ وُكِّلَ بالنُّفُوس> قِيل: لم يُسْمَع الهِرَاء أنَّه شَيْطان إلى فِي هذا الحديث. والهُرَاء في اللُّغة: السَّمْح الجَوَاد، والهَذَيَانُ. (س) وفيه <أنه قال لَحِنيفَة النَّعَم، وقد جاء مَعَهُ بِيتيم يَعْرضه عليه، وكان قَدْ قَارَب الاحْتِلامَ، وَرَآه نَائِما فقال: لَعَظُمَتْ هَذه هِرَاوَةُ يَتيم> أي شَخْصُه وجُثَّتُه شَبَّهه بالهِرَاوة، وهي العَصَا، كأنه حِينَ رآه عَظَيمَ الجُثَّة اسْتَبْعَد أنْ يُقالَ له يَتيم، لأنَّ اليُتْمَ في الصِّغَر. ومنه حديث سَطِيح <وخَرج صاحِبُ الهِرَاوة> أرادَ به النبي صلى اللَّه عليه وسلم، لأنَّه كان يُمْسِك القَضِيبَ بِيدِه كَثِيرا. وكان يُمْشَى بالعَصَا بَين يَدَيه، وتُغْرَزُ له فَيُصَلِّي إليها. {هزج} *فيه <أدْبَر الشَّيْطانُ ولَهُ هَزَجٌ وَدَزَجٌ> وفي رِوَاية <وَزَجٌ>( في الأصل <وزَجٌّ> بالتنوين. وأثبتُّه مخففا من ا، واللسان) الهَزَجُ: الرَّنَّة، والوَزَجُ دُونه، والهَزَجُ أيضاً: صَوْتُ الرَّعْد والذِّبَّان، وضَرْبٌ مِن الأغانِي، وبَحْرٌ من بُحور الشِّعْر. {هزر} (س) في حديث وَفْد عبد القَيْس <إذا شَرِبَ قام إلى ابْنِ عَمِّه فَهَزَرَ سَاقَه>. الهَزْرُ: الضَّرْبُ الشَّدِيدُ بالخَشَب وغيره (س) وفيه <أنَّه قَضَى في سَيْلِ مَهْزُور أنْ يُحْبَسَ حَتَّى يَبْلُغَ المَاءُ الكَعْبَيْن> مَهْزُور: وَادِي بَني قُرَيْظَة بالحِجازِ، فأمَّا بتَقْديم الرَّاء على الزَّايِ فَموْضِع سُوقِ المَدينَة، تَصَدَّق به رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم على المُسلِمين. {هزز} (ه) فيه <اهْتَزَّ العَرْشُ لِمَوْت سَعْد> الهَزُّ في الأصْل: الحَرَكَة. واهْتَزَّ، إذا تَحَرَّك. فاسْتَعْمَلَه في مَعْنى الارْتِياح. أي ارْتاحَ بصُعُودِه (في الهروي <بروحه>. حينَ صُعِدَ به، واسْتَبْشَر، لِكَرَامَتِه على رَبّه. وكُلُّ من خَفَّ لأمْرٍ وارْتاحَ له فَقَد اهْتَزَّ لَهُ. وقيل: أرادَ فَرِح أهْلُ العَرْش بمَوْته. وقيل: أرادَ بالعَرْش سَرِيرَه الذي حُملَ عليه إلى القَبْر. ومنه حديث عمر <فانْطَلَقْنا بالسَّفَطَيْن (في اللسان: <بالسِّقْطَيْن> نَهُزُّ بهما> أي نُسْرِع السَّيْر بِهما. ويُرْوى <نَهِزُ>، من الوَهْز، وقد تقدّم. (س [ه]) وفيه <إنِّي سمعت هَزِيزاً كَهزِيز الرَّحا> أي صَوْت دَوَرَانِها. {هزع} * <حتى مَضَى هَزِيعٌ مِنَ اللَّيْل> أي طَائِفَةٌ مِنْهُ، نَحو ثُلُثِه أو رُبُعِه. وفي حديث عليّ <إيَّاكُم وتَهْزِيعَ الأخْلاقِ وَتصَرُّفَها> هَزَّعْتُ الشَّيء تَهْزِيعاً: كَسَّرْتُه وفَرَّقْتُه. {هزل} (س) فيه <كانَ تَحْتَ الهَيْزَلَة> قِيل: هي الرَّايَة، لأنَّ الرّيح تَلْعَبُ بها، كأنَّها تَهْزِلُ مَعَها. والهَزْلُ واللَّعِب من وَادٍ وَاحدٍ، والياء زائدة. وفي حديث عُمَر وأهْلِ خَيْبَر <إنَّما كانَت هُزَيْلَة مِن أبي القاسِم> تَصْغِير هَزْلَة، وهي المَرّة الواحِدة من الهَزْل، ضِدِّ الجِدِّ. وقد تكرر في الحديث. وفي حديث مازِن <فأذْهَبْنا الأمْوالَ، وأهْزَلْنا الذَّرارِيَّ والعِيَالَ> أي أضْعَفْنَا. وهِي لُغَة في هَزَل، ولَيْسَت بِالعَالِيَة. يُقال: هُزِلَتِ الدَّابَّةُ هُزَالاً، وهَزَلْتُها أنَا هَزْلاً، وأهْزَلَ القَوْمُ، إذا أصَابَتْ مَواشِيَهم سَنَةٌ فَهُزِلَتْ. والهُزَالُ: ضِدُّ السِّمَن. وقد تكرر في الحديث. {هزم} (ه) فيه <إذا عَرَّسْتُم فاجْتَنِبُوا هَزْمَ الأرض، فإنَّها مَأوَى الهَوامِّ>. هومَا تَهَزَّمَ مِنْها: أي تَشَقَّق. ويَجُوز أن يكون جَمْعَ هَزْمة، وهُو المُتَطامِنُ مِنَ الأرض. (ه) ومنه الحديث <أوّل جُمْعَةٍ جُمِّعَتْ في الإسْلام بالمدينة في هَزْم بَنِي بَياضَة> هو مَوْضع بالمدينة. (ه) وفيه <إن زَمْزَمَ هَزْمةُ جِبريلَ عليه السلام> أي ضَرَبَها برِجْله فَنَبَعَ الماءُ. والهَزْمَة: النُّقْرَة في الصَّدْر، وفي التُّفَّاحَة إذا غَمَزْتَها بِيَدِك. وهَزَمْتُ البئر، إذا حَفَرْتَها. (س) وفي حديث المُغِيرة <مَحْزُون الهَزْمَة> يَعْني الوَهْدَة التي في أعْلَى الصَّدْرِ وتَحْتَ العُنُقِ. أي إنَّ المَوْضِعَ منه حَزْنٌ خَشِنٌ، أو يُريدُ به ثِقَلَ الصَّدْرِ، مِن الحُزْنِ والكآبة. (س) وفي حديث ابن عمر <في قِدْرٍ هَزِمَة> من الهَزِيم، وهو صَوْتُ الرَّعْد. يُريدُ صَوْتَ غَلَيانِها. {هشش} *في حديث جابر <لا يُخْبَطُ ولا يُعْضَدُ حِمَى رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، ولكنْ هُشُّوا هَشّاً> أي انْثُروه نَثْراً بِلِينٍ وَرِفْقٍ. وفي حديث ابن عمر <لقد راهَنَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم على فَرَسٍ له يقال لها سَبْحَةُ> فجاءت سابِقَةً فلَهَشَّ لذلك وأعْجَبَه> أي فلقد هَشَّ، واللام جوابُ القَسَم المَحْذُوف، أو للتأكيد. يقال: هَشَّ لهذا الأمرِ يَهِشُّ (من بابَيْ تِعب وضرب. كما ذكر صاحب المصباح) هَشَاشَةً، إذا فَرِحَ به واسْتَبْشَر (في الأصل: <واستَسرَّ> وما أثبت من ا، والنسخة 517) وارْتاحَ له وخَفَّ. (ه) ومنه حديث عمر <هَشِشْتُ يوما فقَبَّلْتُ وأنا صائِمٌ>. {هشم} *في حديث أحُد <جُرحَ وجه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وهُشِمَتِ البَيْضَةُ على رأسِه> الهَشْم: الكَسْر. والهَشِيمُ من النباتِ: اليابِسُ المُتَكَسِّر. والبَيْضَة: الخُوذَة. {هصر} (س) فيه <كان إذا رَكَعَ هَصَرَ ظَهْرَه> أي ثَناهُ إلى الأرض. وأصْلُ الهَصْرِ: أن تَأخُذَ برَأسِ العُود فَتَثْنِيَه إليك وتَعْطِفَهُ. (س) ومنه الحديث <أنه كان مع أبي طالب فنَزلَ تَحْتَ شَجَرةٍ فتَهَصَّرَتْ أغصانُ الشجرة> أي تَهَدَّلَتْ عليه. (ه) وفيه <لمَّا بَنَى مسجدَ قُبَاء رَفَعَ حَجَراً ثَقيلاً فَهَصَرَه إلى بَطْنِه> أي أضافَهُ وأمالَهُ. (س) وفي حديث ابن أُنَيس <كأنه الرِّئبَالُ الهَصُور> أي الأسَدُ الشديد الذي يَفْتَرِسُ ويَكْسِر ويُجْمَع على هَوَاصِرَ. ومنه حديث عمرو بن مُرَّة: ودَارَتْ رَحَاها بالُّليُوثِ الهَواصِرِ * [ه] وفي حديث سَطِيح: فَرُبَّما [رُبَّما] (ساقط من الأصل، وا، والنسخة 517، واللسان. وقد تُرك مكانَه بياض، وقال مصححه: إنه هكذا بالأصل. وقد استكملته من اللسان مادة (سطح> أضْحَوْا بِمَنْزِلَةٍ تَهابُ صَوْلَهُمُ الأُسْدُ المَهاصِيرُ جَمْع مِهْصَارٍ، وهو مِفْعالٌ منه. {هضب} (ه) فيه <أنهم كانوا مع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم في سَفَرٍ، فَناموا حتى طلعتِ الشمس والنبيّ صلى اللَّه عليه وسلم نائم، فقال عُمرُ: أهْضِبُوا لِكَيْ يَنْتَبِهَ رسولُ اللَّه> أي تَكَلَّموا وامْضُوا. يقال: هَضَبَ في الحديث وأهْضَب، إذا اندَفَع فيه، كَرِهُوا أنْ يُوقِظُوه، فأرادوا أن يَسْتَيقِظَ بكلامِهم. (ه) وفي حديث لَقِيط <فأرْسَل السماءَ بهَضْبٍ> أي مَطَرٍ، ويُجْمَع على أهْضَاب، ثم أهَاضِيب، كقَولٍ وأقْوَالٍ وأقاويل. ومنه حديث علي <تَمْرِيه الجَنُوبُ درَرَ أهَاضِيبِه>. وفي حديث قُسّ <ماذَا لَنَا بَهَضْبَة> الهَضْبَة: الرَّابِيَة، وجَمْعُها: هِضَبٌ (في الأصل: <هَضَب> وفي ا: <هَضْب> وأثبته بكسر ففتح من القاموس. قال في اللسان: والجمع: هَضْبٌ، وهِضَبٌ وهِضاب>.) وهَضَباتٌ وهِضَابٌ. (س) ومنه حديث ذي المِشْعار <وأهْل جِنَاب الهِضَبِ> والجِنَابُ بالكَسْر: اسم مَوْضع. (س) وفي وَصْفِ بني تميم <هَضْبَة حَمْراء> قيل: أراد بالهَضْبَة المَطْرةَ الكَثيرةَ القَطْر. وقيل: أراد به الرَّابِيَة. {هضم} (ه) وفيه <أنَّ امرأة رأتْ سَعْدا مُتَجَرِّداً وهو أميرُ الكوفة، فقالت: إنّ أميرَكُم هذا لأَهْضَمُ الكَشْحَيْن> أي مُنْضَمُّهُما. الهَضَمُ بالتحريك: انضِمامُ الجَنْبَيْن ورجلٌ أهْضَمُ وامرأةٌ هَضْمَاءُ. وأصْلُ الهَضْمِ: الكسر. وهَضْمُ الطعام: خِفَّتُه. والهَضْمُ: التَّواضُع. ومنه حديث الحسن، وذكَرَ أبا بكر فقال <واللَّهِ إنه لَخَيْرُهُم، ولكنّ المؤمنَ يَهْضِمُ نَفْسَه> أي يَضَع من قَدْرِه تَواضُعاً. (س) وفيه <العَدْوُّ بأَهْضَام الغِيطَان> هيَ جَمْع هِضْمٍ، بالكسر، وهو المُطْمَئِنُّ من الأرض. وقيل: هيَ أسَافلُ من الأوْديَة، من الهَضْم: الكَسْر، لأنها مَكَاسِرُ. ومنه حديث عليّ <صَرْعَى بأثْناءِ هذا النَّهْر، وأهْضَامِ هذا الغَائط>. {هطع} *في حديث عليّ <سِرَاعاً إلى أمْرِه مُهْطِعين إلى مَعَادِه> الإهْطَاعُ: الإسْراعُ في العَدْو. وأهْطَع، إذا مَدَّ عُنُقَه وصَوّبَ رأسَه. {هطل} (ه) فيه <اللهم ارزُقْني عَيْنَيْن هَطَّالَتَيْن> أي بَكَّاءَتَيْن ذَرَّافَتَيْن للدُّمُوع. وقد هَطَل المَطَرُ يَهْطِل، إذا تَتابَع. (س) وفي حديث الأحنف <إن الهَياطِلَةَ لمَّا نَزلَتْ به بَعِلَ بِهِمْ> هُمْ قَوْمٌ من الهنْدِ. والياء زائدة، كأنه جَمْعُ هَيْطَلٍ. والهاء لتأكيد الجَمْع. {هطم} (س) في حديث أبي هريرة في شراب أهلِ الجنة <إذا شَرِبُوا منه هَطَمَ طَعَامَهُم> الهَطْمُ: سُرْعَةُ الهَضْم. وأصْلُه الحَطْمُ، وهو الكَسْر، فقُلبتِ الحَاءُ هاءً. {هفت} (ه) فيه <يَتَهافَتُون في النار> أي يَتَساقَطُون، من الهَفْتِ: وهو السُّقُوط قِطْعَةً قِطْعَةً. وأكْثَر ما يُسْتَعْمَل التَّهافُتُ في الشَّرِّ. ومنه حديث كعب بن عُجْرة <والقَمْلُ يَتَهافَتُ على وَجْهِي> أي يَتَساقَط. وقد تكرر في الحديث. {هفف} (ه) في حديث عليّ، في تفسير السَّكينَة (التي في قوله تعالى: <وقال لهم نبيُّهم إن آيةَ مُلْكِه أن يأتِيَكم التابوتُ فيه سكينةٌ من ربِّكم> كما ذكر الهروي) <وهي ريحٌ هَفَّافَة> أي سَريعَة المُرورِ في هُبُوبِها. وقال الجوهري: <الرِّيحُ الهَفَّافَة: السَّاكنَةُ الطيِّبة> والهَفِيفُ: سُرْعَة السَّيْر، والخِفَّةُ. وقد هَفَّ يَهِفُّ. (ه) ومنه حديث الحسن، وذَكَر الحَجَّاج <هَلْ كان إلا حِمَاراً هَفَّافاً> أي طَيَّاشاً خَفيفاً. (س) وفي حديث كعب <كانَت الأرضُ هِفَّا على الماء> أي قَلِقَةً لا تَسْتَقِرُّ، من قَوْلِهم: رَجُلٌ هِفٌّ: أي خفيف. (س) وفي حديث أبي ذَر <واللَّهِ ما في بَيْتِك هِفّةٌ ولا سُفّة> الهِفَّة: السَّحابُ لا مَاءَ فيه. والسُّفَّة: ما يُنْسجُ من الخُوصِ كالزَّبِيل: أي لا مَشْرُوبَ في بَيْتِك ولا مَأكُول. وقال الجَوْهري: الهِفُّ، بالكَسْر: سَحَابٌ (في الصِحاح: <السحاب الرقيق>.) رَقيق ليس فيه ماء. (ه) وفيه <كان بَعْضُ العُبَّاد يُفْطِر على هِفّةٍ، هَفّةٍ يَشُوِيها> هو بالكسر والفتح> نَوْع من السَّمك. وقيل: هو الدُّعْمُوص (في الهروي: <قال المبرّد: الهِفُّ: كبار الدَّعاميص>) وهي دُوَيْبَّة تَكُون في مُسْتَنْقَع الماء. {هفك} (س) فيه <قُلْ لأمَّتِكَ فَلْتَهْفَكْه في القُبور> أي لِتُلْقِه فيها. وقد هَفَكَه، إذا ألقاهُ. والتّهَفُّك: الاضْطِراب والاسْترْخاء في المشْي. {هفا} (ه س) في حديث عثمان <أنه وَلّى أبَا غَاضِرَةَ الهَوافِيَ> أي الإبلَ الضَّوالَّ، واحِدَتُها: هَافِية، من هَفَا الشّيءُ يَهْفُو، إذا ذَهَب. وهَفَا الطَّائر، إذا طارَ والرِّيحُ، إذا هَبَّتْ. ومنه حديث علي <إلى مَنَابِتِ الشِّيح ومَهافِي الرِّيح> جمع مَهْفىً، وهو مَوْضِع هُبُوبِها في البَراريّ. (س) وفي حديث معاوية <تَهْفُو منْه الرِّيحُ بِجَانِبٍ كأنه جَنَاحُ نَسْرٍ> يَعْني بَيْتاً تَهُبُّ من جانِبه رِيحٌ وهو في صِغَرِه كَجَناحِ نَسْرٍ. {هقع} (س) في حديث ابن عباس <طَلِّقْ ألْفاً يَكْفيك منْها هَقْعَةُ الجَوْزَاء> الهَقْعَة: مَنْزِلَة من مَنازل القَمر في بُرْج الجَوْزاء، وهي ثَلاثَةُ أنْجُمٍ كالأثَافِيّ: أي يَكْفِيك من التّطْلِيق ثَلاثُ تَطْليقَات. {هكر} *في حديث عُمر وَالعجوز <أقْبَلتُ مِنْ هَكْرَانَ وكَوْكَب> هُمَا جَبَلانِ مَعْرُوفانِ بِبِلادِ العَرَب. {هكم} * في حديث أُسامة <فخَرجْتُ في أثَرِ رَجُل مِنْهُم جَعَلَ يَتَهَكَّم بي> أي يَسْتَهْزِىءُ بي ويَسْتَخِفُّ. (ه) ومنه حديث عبد اللَّه من أبي حَدْرَد <وهو يَمْشِي القَهْقَرَى ويقُول: هَلُمَّ إلى الجَنّة، يَتَهَكَّم بِنَا>. [ه] وقول سُكَيْنَة لهشام <يا أحْولُ، لقَدْ أصْبَحْتَ تَتَهَكَّم بِنَا>. ومنه الحديث <ولا مُتَهَكِّم>. {هلب} [ه] فيه <لأنْ يَمْتَلِيءَ ما بَيْن عانَتِي وهُلْبَتِي> الهُلْبَة: ما فَوْقَ العَانَةِ إلى قَريبٍ مِن السُّرَّة. (ه) وفي حديث عمر <رَحِمَ اللَّهُ الهَلُوبَ، ولَعَن اللَّهُ الهَلُوب> الهَلُوب: المَرْأة (هذا شرح ابن الأعرابي، كما ذكر الهروي) التي تَقْرُب من زَوْجها وتُحِبُّه، وتَتَباعَدُ من غيْره. الهَلُوب أيضا: التَّي لَها خِدْنٌ تُحِبُّه وتُطِيعُه وتَعْصِي زَوْجَها. وهُو مِن هَلَبْتُه بِلِسَانِي، إذا نِلْتَ منه نَيْلاً شدِيداً، لأنَّها تَنَال إما مِنْ زَوْجِها وإمَّا مِنْ خِدْنِها. فَتَرَحَّمَ على الأولى ولَعَنَ الثانية. (ه) وفي حديث خالد <ما مِنْ عَمَلي شيءٌ أرْجَى عِنْدِي بَعْد لا إلهَ إلا اللَّهُ مِن لَيْلَةٍ بِتُّهَا وأنا مُتَتَرِّسٌ بِتُرْسِي والسَّماءُ تَهْلُبنِي> أي تُمْطِرُني. يقال: هَلَبَت السَّماءُ، إذا مَطَرَتْ (في الهروي: <أمطرت>) بِجَوْد. (س) وفيه <إنَّ صاحِبَ رَاية الدَّجَّال في عَجْبِ ذَنْبَه مِثْلُ ألْيَة البَرَق، وفيها هَلَبَاتٌ كَهَلَبَاتِ الفَرَس> أي شَعَراتٌ، أوْ خُصَلاتٌ من الشَّعر، وَاحِدَتُها: هَلْبَة. والهُلْبُ: الشّعَر. وقيل: هو ما غَلُظَ مِن شَعَر الذَّنَب وغيْره. ومنه حديث معاوية <أفْلَتَ (هكذا ضبط في الأصل، وا، واللسان، ومجمع الأمثال 2/14 وسبق في مادة (حصص): <أفْلَتَّ>.) وانْحَصَّ الذَّنَبُ، فقال: كَلا، إنه لَبِهُلْبِه> وفَرَسٌ أهْلَبُ، ودَابَّةٌ هَلْبَاءُ. ومنه حديث تَمِيم الدارِيّ <فَلَقِيَهُم دَابَّةٌ أهْلَبُ> ذَكَّر الصِّفَة؛ لأنَّ الدَّابَّة تَقَعُ على الذَّكَر والأنْثَى. (س) ومنه حديث ابن عمرو (في الأصل: <ابن عمر: والدابة> وما أثبت من ا، واللسان) <الدَّابَّةُ الهلْبَاء التِّي كَلَّمَتْ تَمِيماً الدَّارِيَّ هِيَ دَابَّةُ الأرض التي تُكَلّمُ النَّاس> يَعْني بها الجَسَّاسَة. ومنه حديث المغيرة <ورَقَبَةٌ هَلْبَاء> أي كثيرة العَشّر. (س) وفي حديث أنس <لا تَهْلُبُوا أذْنابَ الخَيْل> أي لا تَسْتَأصِلُوها بالجَزِّ والقَطْع يقال: هَلَبْتُ الفَرَسَ، إذا نَتَفْتَ هُلْبَه، فهو مَهلوب. {هلس} (س) في حديث علي في الصَّدَقة <ولا يَنْهَلِسُ> الهُلاسُ: السِّلّ، وقد هَلَسَه المَرضُ يَهْلِسُه (في الأصل، وا: <يَهْلُسُه> بالضم. وأثبتُّه بالكسر من القاموس) هَلْساً وَرَجُلٌ مَهْلُوسُ العَقْل: أي مَسْلُوبُه. ومنه حديثه أيضا <نَوازِعُ تَقْرَعُ العَظْمَ وَتَهْلِسُ اللَّحْم>. {هلع} [ه] فيه <مِن شَرِّ ما أعْطِيَ العَبْدُ شُحٌّ هَالِعٌ وجُبْنٌ خَالِعٌ> الهَلَعُ: أشَدُّ الجَزَع والضَّجَر. وقد تكرّر في الحديث. (س) وفي حديث هشام <إنَّها لَمِسْيَاعٌ هِلْوَاعٌ> هي التَّي فيها خِفَّة وحِدّة. {هلك} (ه) فيه <إذا قال الرَّجُل: هَلَكَ النَّاسُ، فَهُو أهْلَكَهم، أهْلَكُهم > يُرْوَى بفَتْح الكاف وضَمِّها، فمَن فَتَحها كانت فِعْلاً ماضِياً، ومَعْناه أنَّ الغَالِينَ الَّذين يُؤيْسُون النَّاس مِن رحْمة اللَّه يَقُولون: هَلَك النَّاسُ: أي اسْتَوْجَبوا النَّارَ بِسُوء أعْمَالهم، فإذا قال الرَّجُل ذلك فهو الَّذي أوْجَبَه لَهُم لا اللَّهُ تَعالى، أو هُوَ الذي لَمَّا قال لَهُم ذلك وآيَسَهُم حَمَلَهُم على تَرْك الطَّاعَة والانْهِماكِ في المعاصي، فهو الذي أوْقَعَهُم في الهَلاك. وأما الضَّمُّ فمعناه أنه إذا قال لهم ذلك فهو أهْلَكُهُم: أي أكْثَرُهُم هَلاكا. وهو الرَّجُل يُولَعُ بعَيْب الناس ويَذْهَب بنَفْسِه عُجْباً، ويَرَى له عليهم فَضْلا. (ه) وفي حديث الدَّجَّال، وذَكَر صِفته، ثم قال <ولكنَّ الهُلْكَ (في الأصل، واللسان: <ولكن الهلكُ> وأثبته بالنصب من ا، والهروي، والفائق 1/554) كُلَّ الهُلْكِ أنّ ربَّكم ليْس بأعْوَرَ> وفي رواية <فإمَّا هَلَكتْ هُلَّكٌ (في الهروي: <فإمّا هَلَكَ كُلَّ الهلك> وفي اللسان: <فإما هلك الهُلُك> ويوافق ما عندنا الفائق 1/555) فإن رَبَّكم ليْس بأعْوَرَ> الهُلْك: الهَلاك. ومَعْنى الرواية الأولى: الهلاك كلّ الهلاك للدَّجَّال؛ لأنه وإن ادَّعَى الرُّبُوبِيَّة ولَبَّسَ على الناسِ بما لا يَقْدِر عليه البَشَرُ فإنه لا يَقْدِر على إزالة العَوَر، لأن اللَّه تعالى مُنَزَّه عن النَّقائص والعُيُوب. وأما الثَّانية: فَهُلَّك - بالضم والتشديد - جمع هالِك:أي فإنْ هَلَكَ به ناسٌ جاهلون وضَلُّوا، فاعْلَمُوا أن اللَّه ليس بأعور. تقول العرب: افْعَلْ كذا إمَّا هَلَكَتْ هُلَّكٌ، وهُلُكٌ، بالتخفيف، مُنَوّناً وغَيْرَ مُنَوْنٍ ومَجْراه مَجْرى قَوْلهم: افْعَل ذَاك على ما خَيَّلَتْ (في الأصل، وا: <تَخَيَّلْتَ> وما أثبت من اللسان والفائق. قال في الأساس: <وافعل ذلك على ما خَيَّلَتْ: أي على ما أَرتْكَ نَفْسُك وشَبَّهتْ وأوهمتْ>): أي على كُلِّ حالٍ. وهُلُكٌ: صِفَةٌ مُفْرَدَة بمعنى هالكَة، كَناقَةٍ سُرُحٍ وامرأةٍ عُطُلٍ، فكأنه قال: فكيفما كان الأمر فإنَّ ربَّكم ليس بأعوَرَ. (ه) وفيه <ما خَالَطَتِ الصَّدَقَةُ مَالاً إلا أهْلَكَتْهُ> قِيل: هو حَضٌّ على تَعْجيل الزكاة من قَبْل أنْ تَخْتَلطَ بالمال بعد وجوبِها فيه فتَذْهبَ به. وقيل: أراد تَحْذير العُمَّالِ عن اخْتِزال شيء منها وخَلْطِهِم إيَّاه بها. وقيل: هو أن يأخذ الزكاة وهو غَنِيٌّ عنها. (س) وفي حديث عمر <أتَاهُ سائِل فقال له: هَلَكْتُ وأهْلَكْتُ> أي هَلَكَتْ عِيَالي. وفي حديث التَّوبَة <وتركها بِمَهْلَكة> أي مَوْضع الهلاك، أو الهلاكِ نفسه، وجَمْعُها: مَهالِكُ، وتُفْتَح لامُهَا وتُكْسَرُ وهُمَا أيضا: المَفازَة. (ه) ومنه حديث أم زَرْع <وهو أَمامَ القَوْم في المَهالِك> أي في الحروب، فإنه لثِقَتِه بِشجاعَتِه يَتَقَدَّم ولا يَتَخَلَّف. وقيل: أرادَتْ أنه لِعلْمِه بالطُّرُق يَتَقَدَّم القَوْمَ يَهْدِيهم وَهُمْ على أَثَرِه. (ه) وفي حديث مازن <إنِّي مُولَعٌ بالخمْر والهَلُوكِ من النِّساء> هي الفاجِرَة، سُمِّيت بذلك لأنها تتهالك: أي تَتَمايَلُ وتَتَثَنَّى عند جِمَاعِها. وقيل: هي المُتساقِطَة على الرجال. (س) ومنه الحديث <فَتَهَالَكْتُ عليه [فسألتُه (زيادة من ا، واللسان)]> أي سَقَطْتُ عليه ورَمَيْتُ بنَفْسي فَوْقَه. {هلل} (ه) قد تكرر في أحاديث الحج ذِكْرُ <الإهْلال> وهو رَفْع الصَّوْت بالتّلْبِيَة. يقال: أهَلَّ المُحْرم بالحج يُهِلُّ إهْلالاً، إذا لَبَّى ورفع صَوْتَه. والمُهَلُّ، بضمِّ الميم: مَوضِع الإهْلالِ، وهو الميقاتُ الذي يُحْرِمُون منه، ويَقَع على الزَّمان والمصْدر. ومنه <إهْلالُ الهِلال واسْتِهْلالُه> إذا رُفع الصَّوتُ بالتَّكْبير عنْد رُؤيَتِه. واسْتِهلالُ الصَّبيِّ: تَصْويتُه عند ولادَتِه.وأهَلَّ الهِلالُ، إذا طَلَع، وأُهِلَّ واسْتُهِلَّ، إذا أُبْصِرَ، وأهْلَلْتُهُ، إذا أبْصَرْتَه. (س) ومنه حديث عمر <أنَّ نَاساً قالوا لَهُ: إنَّا بَيْن الجِبَال لا نُهِلُّ الهِلالَ إذا أهَلَّه الناسُ> أي لا نُبْصِرُه إذا أبْصَرَه الناسُ، لأجْلِ الجبَالِ. (ه) وفيه <الصبِيُّ إذا وُلِدَ لم يَرِثْ ولم يُورَثْ حتى يَسْتَهلَّ صَارِخاً>. ومنه حديث الجَنِينِ <كَيْفَ نَدِي مَنْ لا أكَلَ ولا شَرِبَ ولاَ اسْتَهَلَّ> وقد تَكررت فيهما الأحاديث. وفي حديث فاطمة <فلما رآها اسْتَبْشَر وتَهَلَّلَ وجْهُه> أي اسْتَنَارَ وظَهَرَتْ عليه أمَارَاتُ السُّرُور. [ه] وفي حديث النابِغَة الجَعْدِيّ <فَنَيَّفَ على المِائِة، وكأنّ فَاهُ البَرَدُ المُنْهَلُّ> كُلُّ شيء انْصَبَّ فَقَد انْهَلَّ. يُقال: انْهَلَّ المَطَرُ يَنْهَلُّ انْهِلالا، إذَا اشْتَدَّ انْصِبَابُه (زاد الهروي، قال: <وسمعت الأزهري يقول: انهل السماءُ بالمطر هَللا. قال: ويقال للمطر: هَلَلٌ وأُهْلُول>.) ومنه حديث الإسْتسقاء <فالَّفَ اللَّه السَّحابَ وهَلَّتْنَا> هكذا جاء في رِوَاية لِمُسْلِم (انظر حواشي ص 361 من الجزء الرابع) يُقال: هَلَّ السَّحابُ، إذا مَطَر بِشِدَّة. وفي قصيدة كعب: لا يَقَعُ الطَّعْنُ إلا فِي نُحُورِهِمُ ** ومَا لَهُم (في شرح ديوانه ص 25: <ما إن لهم>.) عَن حِياضِ المَوْتِ تَهْلِيلُ أي نُكُوصٌ وتَأخُّر.. يُقال: هَلَّلَ عن الأمْر، إذا وَلَّى عَنْه ونَكَص. {هلم} * قد تكرر في الحديث ذكر <هَلُمّ> ( ذكر الهروي فيه حديثا ، وهو:<لَيُذادَنَّ عن حَوْضِي رِجالٌ فأناديهم: ألا هَلُمَّ> قال: أي تَعالَوا) ومَعْنَاه تَعَالَ وفِيه لُغَتَان: فأهْلُ الحِجاز يُطِلِقُونَه على الواحدِ والجَمِيع، والاثْنَيْنِ والمُؤَنَّثِ بِلَفْظٍ واحِدٍ مَبْنِّيٍ على الفَتْح. وبَنُو تَمِيم تُثَنِّي وتَجْمَع وتُؤَنِّث، فتَقُول: هَلُمَّ وَهَلُمِّي وهَلُمَّا وهَلُمُّوا. {هلا} *في حديث ابن مسعود <إذا ذُكِرَ الصَّالحُون فحيَّ هَلاً بعُمَر> أي فأقْبِلْ به وأسْرِع. وهي كَلِمَتَان جُعِلتَا كَلِمَةً واحِدَة، فَحَيَّ بمعْنى أقْبِل، وهَلاً بمعْنَى أسْرِع، وقيل: بمعنى اسْكُنْ عِنْد ذِكْرِه حَتَّى تَنْقَضِيَ فَضائلُه. وفيها لُغات. [ه] وفي حديث جابر <هَلا بِكْراً تُلاعِبُها وتُلاعِبُك> هَلا بالتَّشْدِيد، حَرْف مَعْناهُ الحَثُّ والتَّحْضِيضُ. {همج} (ه) في حديث علي <وسَائِر النَّاس هَمَجٌ رَعَاعٌ> الهَمَجُ: رُذَالَةُ النَّاس. وَالهَمجُ: ذُبَابٌ (هذا شرح ابن السِّكِّيت، كما ذكر الهروي. وقبله: <الهَمَجُ: جمع هَمَجَة. وهو...>.) صَغِير يَسْقَطُ على وُجُوه الغَنَم والحَمير. وَقيل: هُو البَعُوضُ، فشَبَّه به رَعَاع النَّاس. يُقال: هُمْ هَمَجٌ هامِجٌ على التَّأكيِد. ومنه حديثه أيضا <سُبْحان مَن أدْمَجَ قَوائِم الذَرَّةِ والهَمَجَة> هي واحدَة الهَمَج. {همد} *في حديث علي <أخْرَج به من هَوامِد الأرض النَّبَاتَ> أرضٌ هَامِدَة: لا نَباتَ بها ونَبَاتٌ هَامِدٌ: يابِسٌ. وهَمَدتِ النَّار، إذا خَمَدَتْ، خَمِدَتْ (من بابي نَصَر وسَمِع، كما في القاموس)، والثَّوبُ، إذا بَلِيَ. (ه) ومنه حديث مُصْعَب بن عُمَير <حَتَّى كادَ يَهْمُدُ مِن الجُوع> أي يَهْلِك. {همز} (ه) في حديث الاستِعاذَة من الشَّيطان <أمَّا هَمْزُه فالمُوتَةُ> الهَمْزُ: النَّخْسُ والغَمْزُ، وكُلّ شيء دَفَعْتَه فَقَد هَمَزْتَه. والموتَة: الجُنُون (هذا شرح أبي عبيد، كما ذكر الهروي) والهَمْزُ أيضا: الغِيبَةُ والوَقِيعَةُ في النَّاسِ، وذِكْرُ عُيوبِهم. وقد هَمَزَ يَهْمُز، يَهْمِزُ (بالضم والكسر، كما في القاموس) فهُو هَمَّازٌ، وهُمَزَةٌ لِلمُبالَغَة. وقد تكرر في الحديث. {همس} *فيه <فجَعَل بَعْضُنا يَهْمِسُ إلى بَعْضٍ> الهَمْسُ: الكَلام الخَفِيُّ لا يَكادُ يُفْهَم. ومنه الحديث <كانَ إذا صَلَّى العَصْرَ هَمَسَ>. (ه) وفيه <أنه كانَ يَتَعَوّذ مِن هَمز الشَّيْطان وَهَمْسِه> هُو ما يُوَسْوِسُه في الصُّدُور. (س) وفي حديث ابن عباس: وَهُنَّ يَمْشِينَ بِنَا هَمِيسَا (انظر مادة (رفث> * هو صَوْتُ نَقْلِ أخْفافِ الإبل. (س) وفي رَجْز مُسَيْلِمة <والذِّئب الهَامِس، واللَّيل الدَّامِس>الهَامِس: الشَّديدُ {همط} (ه) في حديث النَّخَعيِّ <سُئِل عَن عُمَّالٍ يَنْهَضُون إلى القُرَى فَيَهْمِطُون النَّاسَ، فقال: لَهُمُ المَهْنَأُ، وَعَليهم الوِزْرُ> أي يَأخُذُون مِنْهُم على سَبيل القَهْر والغَلَبة. يقال: هَمَطَ مَالَه وطَعَامَه وعِرْضَه، واهْتَمَطه، إذا أخَذَه مَرَّةً بعد مَرَّة من غَيْر وَجْه. ومنه حديثه الآخر <كان العُمَّال يَهْمِطُون، ثُمَّ يَدْعُون فيُجَابُونَ> يُريدُ أنه يَجُوز أكلُ طَعَامهم وإن كانوا ظَلَمة، إذا لم يَتَعَيَّن الحَرامُ. (س) وفي حديث خالد بن عبد اللَّه <لا غَرْوَ إلاّ أكْلَةٌ بِهَمْطَة> اسْتَعْمل الهَمْطَ في الأخْذِ بِخُرْق (في الأصل: <بِخَرَق> بفتحتين. وأثبته بضم فسكون من ا، واللسان. وكلا الضبطين صحيح، كما في القاموس) وعَجَلة ونَهْب. {همك} (س ه) في حديث خالد بن الوليد <إن الناسَ انْهَمَكُوا في الخَمْرِ> الانْهمَاك: التَّمادِي في الشّيء واللَّجَاجُ فيه. {همل} *في حديث الحَوْض <فلا يَخْلُصُ منهم إلا مِثْلُ هَمَلِ النَّعَم> الهَمَلُ: ضَوَالُّ الإبل، واحِدُها: هَامِلٌ. أي إن النَّاجيَ منْهُم قليل في قِلة النَّعَم الضَّالّة. ومنه حديث طَهْفة <ولَنَا نَعمٌ هَمَلٌ> أي مُهْمَلَة لا رِعَاءَ لها، ولا فيها مَن يُصْلحُها ويَهْديها، فهي كالضالّة. (ه) ومنه حديث سُراقة <أتَيْتُه يَوْم حُنَيْن فسألتُه عن الهَمَلِ>. (ه س) ومنه حديث قَطَن بن حارثة <عليهم في الهَمُولَة الراعِيَةِ في كل خمسين ناقَةٌ هي التي أُهْمِلَتْ، تَرْعَى بأنفسها ولا تُسْتَعْمَلُ، فَعُولَة بمعنى مفْعُولَة. {همم} (ه) فيه <أصْدَقُ الأسماء حارِثٌ (الذي في الهروي <أحبُّ الأسماء إلى اللَّه عبد اللَّه وهمام؛ لأنه ما من أحدٍ إلا وهو عبد اللَّه، وهو يَهمّ بأمرٍ رَشِد أم غَوِي> وانظر (حرث) فيما سبق) وهَمَّام > هو فَعَّال، مِنْ هَمَّ بالأمر يَهُمُّ، إذا عَزَم عليه. وإنما كان أصْدَقَها لأنه ما مِنْ أحَدٍ إلا وهو يَهُمُّ بأمرٍ خَيْراً كان أو شَرّاً. (ه) وفي حديث سَطِيح: شَمِّر فإنّك ماضِي الهَمّ شَمِّيرُ * أي إذا عَزَمْتَ على أمرٍ أمْضَيتَه. (س) وفي حديث قُسّ <أيُّها المَلِكُ الهُمام> أي العظيمُ الهِمَّةِ. (س) وفيه <أنه أُتِيَ برجُلٍ هِمّ> الهِمُّ بالكسر: الكَبير الفاني. ومنه حديث عمر <كان يأمُر جُيوشه ألا يَقْتُلُوا هِمّاً ولا امرأة>. ومنه شعر حُمَيْد: فحَمَّلَ الهِمَّ كِنَازاً جَلْعَدَا (في ديوان حميد ص 77: فحَمَّلَ، فحَمِّلِ الهَمَّ، الهِمَّ كلازاً جَلْعَدَا *) * وفيه <كانَ يَعُوّذُ الحَسن والحُسَين فيقُول: أُعيّذُ كُما بكَلِماتِ اللَّه التَّامَّة، من كُلِّ سَامَّةٍ وهَامَّةٍ> الهَامَّةُ: كُلُّ ذاتِ سَمّ يَقْتُل. والجمعُ: الهوامُّ فأمَّا ما يَسُمُّ ولا يَقْتُل فهو السَّامة، كالعَقْرب والزُّنْبُور. وقد يَقَع الهوامُّ على ما يَدِبُّ من الحيوان، وإن لم يَقْتُل كالحَشراتِ. (ه) ومنه حديث كَعْب بن عُجْرَة <أتُؤذيك هَوامُّ رأسِك؟> أراد القَمْلَ. وفي حديث أولادِ المشركين <هُمْ من آبائِهم> وفي رواية <هُمْ منهم> أي حُكْمُهُم حُكْمُ آبائِهِم وأهْلِهم. {هيمن} *في أسماء اللَّه تعالى <المُهَيْمِنُ> هو الرَّقيبُ. وقيل: الشَّاهِدُ. وقيل: المؤتَمَنُ وقيل: القائم بأمور الخَلْق. وقيل: أصْلُه: مُؤَيْمِنٌ، فأُبْدِلتِ الهاء من الهَمزة، وهو مُفَيْعِل من الأمانة. وفي شِعر العباس: حتى احْتَوى بَيْتُك المُهَيْمِنُ مِنْ ** خِنْدِفَ علْيَاءَ تَحْتَها النُّطْقُ. أي بَيْتُك الشاهدُ بشَرَفِك. وقيل: أراد بالبَيْتِ نفسَه، لأنَّ البَيْتَ إذا حَلَّ فقد حلَّ به صاحِبُه. وقيل: أراد ببَيْتِه شَرَفَه. والمُهيْمِنُ من نَعْتِه، كأنه قال: حتى احْتَوى شَرَفُك الشاهدُ بفَضْلِك عُلْيَا الشَّرَف، من نَسَب ذَوي خِنْدِفَ التي تَحْتَها النُّطُقُ. (س) وفي حديث عِكْرِمَة <كان عليٌّ أعْلَمَ بالمُهَيْمِناتِ> أي القَضايَا، من الهَيْمَنَة، وهي القيام على الشَّيء، جَعَل الفِعل لها، وهو لأرْبابِها القَوّامِين بالأمور. (ه) وفي حديث عمر <خَطَبَ فقال: إنِّي مُتكلِّمٌ بكلماتٍ فَهَيْمِنُوا عليْهِنَّ> أي اشْهَدُوا. وقيل: أرد أمِّنُوا، فقَلَب (عبارة الهروي: <فقلب إحدى الميمين ياء فصار: أيمنوا، ثم قلب الهمزة هاءً> وفي اللسان: <قلب إحدى حرفي التشديد في <أمِّنوا> ياءً، فصار: أيمنوا، ثم قلب الهمزة هاءً، وإحدى الميمين ياءً، فقال: هَيْمِنوا>.) الهمْزةَ هاءً، وإحْدَى المِيمَين ياء، كقولِهم: إيْمَا، في إمّا. (ه) وفي حديث وُهَيْب <إذا وقع العبد في أُلْهَانِيَّةِ الرَّبِّ ومُهَيْمِنيَّةِ الصِّدِّيقِين لم يَجدْ أحدا يأخذ بقلبه> المُهْيمِنيَّة: منْسُوبٌ إلى المُهيْمِنِ، يريد أمانَة الصِّدِّيقِين، يعني إذا حَصَل العبد في هذه الدَّرجة لم يُعْجِبه أحدٌ ولم يُحِبَّ إلا اللَّهَ تعالى. (س) وفي حديث النُّعمان يوم نَهَاوَنْد <تَعَاهَدُوا هَمَايِنَكُم في أَحْقِيكُمْ، وأشْسَاعَكم في نِعَالِكُم> الهمايِينُ: جمع هِمْيَانٍ، وهي المِنْطَقةُ والتِّكَّة، والأحْقِي: جمْعُ حَقْوٍ، وهو مَوضع شَدِّ الإزارِ. (س) ومنه حديث يوسف عليه السلام <حَلَّ الهِمْيان> أي تِكَّة السَّراويل. {همهم} (س) في حديث ظَبْيان <خرج في (في ا: <إلى>) الظُّلْمة فسَمِع هَمْهَمة> أي كلاماً خفِيّاً لا يُفْهَمُ وأصل الهَمْهَمة: صَوْت البقر. {هما} (س) فيه <قال له رجلٌ: إنَّا نُصِيبُ هَوَامِيَ الإبل، فقال: ضالَّةُ المُؤمن حَرَقُ النَّار> الهُوامِي: المُهْمَلة التي لا راعِيَ لها ولا حافِظَ، وقد هَمَتْ تَهْمِي فهي هامِيَة، إذا ذَهَبَتْ على وجْهِها. وكُلُّ ذاهِبٍ وجارٍ من حَيَوانٍ أو ماءٍ فهو هَامٍ. ومنه <هَمَى المطرُ> ولعلَّه مقلوبُ هام يَهِيمُ. {هنأ} *في حديث سجود السهو <فهَنَّاهُ ومنَّاهُ> أي ذَكَّرهُ المهانِىءَ والأمانيَّ والمراد به ما يَعْرِضُ للإنسانِ في صلاتِه من أحاديث النفسِ وتَسْويل الشَّيْطانِ. يقال: هَنأنِي الطَّعامُ يَهْنُؤُنِي، ويَهْنِئُنِي، ويَهْنَأُنِي. وهَنأتُ الطَّعام: أي تَهَنَّأتُ به وكُلُّ أمْرٍ يأتيِك من غَير تعب فهو هَنىء. وكذلك المَهْنَأ والمُهَنَّأ: والجمع المَهانِىء. هذا هو الأصل بالهمز. وقد يُخَفَّف. وهو في هذا الحديث أشْبَهُ، لأجلِ مَنَّاهُ. وفي حديث ابن مسعود، في إجابة صاحب الرِّبا إذا دعا إنسانا وأكل طعامَه <قال: لك المَهْنأُ وعليه الوِزْرُ> أي يكون أكْلُكَ له هَنِيئاً، لا تُؤاخَذُ به، وَوِزْرُه على مَنْ كَسَبَهُ. ومنه حديث النَّخِعيِّ في طعام العُمَّال الظَّلَمة <لهُمُ المَهْنأ وعليهِم الوِزْرُ>. (ه) وفي حديث ابن مسعود <لأنْ أُزَاحِمَ جَمَلاً قد هُنِىء بالْقَطِرانِ أحَبُّ إليَّ من (في الهروي: أحبُّ إليَّ من مال كذا).> أنْ أُزاحِمَ امرأةً عَطِرَةً> هَنأتُ البعيرَ أهْنَؤه، إذا طَلَيْتَه بالْهِناء، وهو القَطِرانُ . ومنه حديث ابن عباس، في مالِ اليتيم <إنْ كُنْتَ تَهْنَأُ جَرْبَاهَا> أي تعالِجُ جَرَبَ إبِله بالقَطِران. (س) وفيه <أنه قال لأبِي الهَيْثَم بن التَّيِّهَان: لا أرَى لك هانِئاً> قال الخطَّابِي: المشهور في الرواي <ماهِناً> وهو الخادِم، فإنْ صَحَّ فيكون اسمَ فاعِل، من هَنأتُ الرَّجُلَ أهْنَؤُه هَنْأً ، إذا أعْطَيْتَه. الْهِنْءُ بالكسر: العَطَاء والتَّهْنِئةُ: خِلافُ التَّعْزية. وقد هَنَّأتُه بالْوِلاية . {هنبث} (ه) فيه <أنَّ فاطمَةَ قالت بعد مَوتِ النبي صلى اللَّه عليه وسلم: قد كَانَ بَعْدَكَ أنْبَاءٌ وهَنْبَثَةٌ ** لو كُنْتَ شاهِدَها لم يَكْثَرِ الخَطْبُ (في اللسان، والفائق 1/52،3/217: <لم تكثُرِ الخُطَبُ>.) إنَّا فَقَدْناكَ فَقْدَ الأرضِ وابِلَهَا ** فاخْتَلَّ قَوْمُك فاشْهَدْهُمْ ولا تَغِب. الهَنْبَثةُ: واحدَة الهَنَابِثِ، وهي الأمور الشِّدادُ المُخْتلِفَةُ. والهَنْبَثَةُ: الاخْتِلاطُ في القوْل. والنُّونُ زائدة. {هنبر} (س) وفي حديث كعب في صِفة الجنة <فيها هَنَابِيرُ مِسْكٍ يَبْعَثُ اللَّهُ عليها رِيحاً تُسَمَّى المُثِيرَةَ> هي الرِّمالُ المُشْرِفة، واحِدُها: هُنْبُورٌ، أو هُنْبُورَة. وقيل: هي الأنَابير، جَمْع أنْبَارٍ فَقُلبتِ الهمزة هاء، وهي بمعناها. {هنبط} (س) في حديث حَبِيب بن مَسْلَمة <إذ نَزَل الهُنْبَاطُ (هكذا ضُبِط بالضم في الأصل. وضبط في ا بالكسر، وفي اللسان بالفتح. وذكره صاحب القاموس في (هبط): <الهَيْباط> بياء تَحتيه. وصَوَّبه الشارح بالنون>) قيل: هو صاحِبُ الجَيْش بالرُّوميَّة. {هنع} (ه) في حديث عمر <قال لرجُل شَكَا إليه خالِداً، فقال: هلْ يَعْلَم ذلك أحَدُ من أصحاب خالِدٍ؟ فقال: نعم، رجُلٌ طوِيلٌ فيه هَنَعٌ> أي انْحِناء (هذا قول شَمِر، كما ذكر الهروي) قليلٌ وقيل: هو تَطامُنُ العُنُقِ. {هنن} (ه) في حديث أبي الأحْوص الجُشَميِّ <فتَجْدَع هذه وتقول: صَرْبَى، وتَهُنُّ هذه وتقول: بَحيرة> الهَنُ والهَنُّ، بالتَّخفيف والتشديد: كناية عن الشيء لا تَذْكُره باسْمِه ، تَقول: أتانِي هَنٌ وهَنَة مُخَففَّاً ومُشدَّاداً، وَهَننْتُه أهُنُّهُ هَنّاً، إذا أصَبْتَ منه هَناً. يريد أنك تشُقُّ أُذُنَها أو تُصِيبُ شيئاً من أعضائِها. قال الهروي: عَرَضْتً ذلك على الأزهري فأنْكَره. وقال: إنما هُو <وتَهِنُ هذه>: أي تُضْعِفُه. يقال: وهَنْتُه أهِنُه وَهْناً فهو مَوهُونٌ. ومنه الحديث <أعُوذُ بك من شَرِّ هَنِي> يعني الفَرْجَ. (س) ومنه الحديث <مَن تَعَزَّى بعَزاء الجاهِليَّة فأعِضُّوه بِهَنِ أبيه ولا تَكْنُوا> أي قُولُوا له: عَضَّ أيْرَ أبيكَ. ومنه حديث أبي ذر <هَنٌ مِثْلُ الخَشَبَة غَيرَ أَنِّي لا أكْني> يَعْني أنه أفْصَحَ باسْمِه؛ فيكُون قد قال: أيْرٌ مثْلُ الخَشَبَة، فلمَّا أراد أن يَحْكِيَ كَنَى عنه. وفي حديث ابن مسعود، وذَكَر لَيْلَة الجِنِّ فقال <ثُمَّ إنّ هَنِيناً أتَوْا عليهم ثِيابٌ بِيضٌ طِوالٌ> هكذا جاء في <مُسْنَد أحمد بن حنبل> في غَيْر مَوْضِع من حديثِه مضْبُوطا مُقيَّدا، ولم أجِدْه مشْروحاً في شيء من كُتُب الغرِيب، إلا أنَّ أبا موسى ذَكَر (في الأصل واللسان. <ذكره> وما أثبت من ا، والنسخة 517) في غَرِيبه عَقيبَ أحاديث الهَنِ والهَنَاة (وكذلك ذكره صاحب اللسان في مادة (هنا>: [س] وفي حديث الجِنّ <فإذا هو بهَنِينٍ كأنَّهم الزُّطُّ> ثم قال: جمعه جَمْعَ السَّلامة، مِثْل كُرَةٍ وكُرِين، فكأنه أراد الكناية عن أشخاصِهِم. {هنا} *فيه <ستكُونُ هَنَاتٌ وهَنَاتٌ، فَمْن رأيْتُموهُ يمشي إلى أمْة محمد صلى اللَّه عليه وسلم ليُفَرِّقَ جماعَتَهم فاقْتُلوه> أي شُرُورٌ وفساد. يقال: في فلان هَنَاتٌ. أي خِصَالُ شَرّ، ولا يقال في الخَيْر وواحِدُها: هَنْتٌ، وقد تُجْمع على هَنَواتٍ وقيل: واحِدُها: هَنَةٌ، تأنيثُ هَنٍ، وهو كِنَاية عن كُلّ اسْمِ جنْس. ومنه حديث سَطِيح <ثم تكون هَنَاتٌ وهَنَاتٌ> أي شَدائدُ وأمُورٌ عِظامٌ. وفي حديث عمر <أنه دَخَلَ على النبي صلى اللَّه عليه وسلم وفي البَيْت هَنَاتٌ مِن قَرَظٍ> أي قَطَعٌ مُتَفَرِّقة. وفي حديث ابن الأكوع <قال له: ألاَ تُسْمِعُنا من هَنَاتِك> أي من كَلِماتِك، أو من أرَاجِيزِك. وفي رواية <من هُنَيَّاتِك> على التَّصْغير. وفي أخْرى <من هُنَيْهَاتِك> على قَلْب الياء هاءً. (س) وفيه <أنه أقام هُنَيَّةً> أي قليلا من الزَّمان، وهو تَصْغِير هَنَةٍ. ويقال. هُنَيْهَة، أيضا. ومنه الحديث <وذَكَر هَنَةً من جِيرَانِه> أي حاجة، ويُعَبَّرُ بها عن كُلّ شَيء. (س) وفي حديث الإفك <قُلْتُ لها: يا هَنْتَاهُ> أي يا هذِه، وتُفْتَح النُّون وتُسَكَّنُ: وتُضَمُّ الهاءُ الآخرة وتُسَكَّن وفي التَّثْنِيَة هَنْتَانِ، وفي الجمع: هَنَواتٌ وهَنَاتٌ، وفي المُذكَّر: هَنٌ وهَنَانِ وهَنُونَ. ولك أن تُلْحِقها الهاء لِبيان الحركة، فتقول: يا هَنَهْ، وأنْ تُشْبِع الحركة فَتصير ألِفاً فتقول: يا هَناهْ، ولك ضَمُّ الهاء، فتقول: يا هَنَاهُ أقْبِلْ. قال الجوهري: <هذه اللَّفْظَة تَخْتصُّ بالنِّداء>. وقيل: معنى يا هَنْتاهُ: يا بَلْهاء، كأنَّها نُسِبَت إلى قِلَّة المَعْرِفة بِمكَايدِ الناسِ وشُرُورِهم. ومن المذكَّر حديث الصُبَيّ بن مَعْبَد <فقُلْت: يا هَنَاهُ إنّي حَرِيصٌ على الجِهادِ>. {هوأ} [ه] فيه <إذا قام الرَّجُلُ إلى الصَّلاة وكان قلبُه وهَوْؤه إلى اللَّهِ انصرَفَ كما وَلَدَتْهُ أمُّه> الْهَوْءُ بِوَزْن الضَّوْءِ: الهِمَّة. وفُلان يَهُوءُ بنَفْسِه إلى المَعالِي: أي يَرْفَعُها ويَهُمُّ بِها. {هوت} (ه) فيه <لمَّا نَزَل وأنْذِر عَشيرتَكَ الأقْرَبِينَ> بات يُفَخِّذُ عَشِيرَتَهُ، فقال المشركون: لقد بَاتَ يُهَوِّتُ> أي يُنَادِي عَشِيرَتَه. يقال: هَوَّتَ بِهِم وهَيَّتَ، إذا نَادَاهُم والأصْلُ فيه حِكايُةُ الصَّوتِ. وقيل: هو أنْ يَقُولَ: يَاهْ يَاهْ وهو نِدَاء الرَّاعِي لِصَاحِبه من بَعِيد. ويَهْيَهْتُ بالإبل،إذا قُلْتَ لهَا: يَاهْ يَاهْ. (س) وفي حديث عثمان <وَدِدْتُ أنَّ ما بَيْنَنا وبَيْن العَدُوّ هَوْتَةٌ لاَ يُدْرَك قَعْرُها إلى يَوْم القيامة> الهَوْتَةُ بالفتح والضم: الهُوَّة من الأرض، وهي الوَهْدةُ العَمِيقة. أراد (هذا قول القتيبي، كما ذكر الهروي) بذلك حِرْصاً على سَلامَة المُسْلِمينَ، وحَذَراً من القِتَال. وهو مِثْلُ قَوْل عُمَر: وَدِدْتُ أنَّ ما وَرَاء الدَّربِ جَمْرةٌ واحِدة ونَارٌ تُوقَدُ، يأكُلون ما وَرَاءه ونَأكُلُ ما دُونَه. {هوج} (س) في حديث عثمان <هذا الأهْوَجُ البَجْباجُ> الأهْوَجُ: المُتَسَرِّع إلى الأمور كما يَتَّفِقُ. وقيل: الأحْمَقُ القَليلُ الهِدَايَة. ومنه حديث عمر <أمَا واللَّه لَئِنْ شَاء لَتَجِدنَّ الأشْعَثَ أهْوَجَ جَريئاً>. (س) وفي حديث مَكْحول <ما فَعَلْتَ في تِلْكَ الهَاجَةِ؟> يُريدُ الحاجَة، لأنَّ مَكْحُولاً كان في لسانه لُكْنَةٌ، وكان مِنْ سَبْيِ كابُلَ، أوْ هُو على قَلْب الحَاءِ هَاءً. {هود} [ه] فيه <لا تأخُذه في اللَّهِ هَوَادَةٌ> أي لا يَسْكُن عنْدَ وُجُوب حَدٍ للّه تعالى ولا يُحَابِ فيه أحَداً. والهَوَادَةُ: السُّكُون والرُّخْصَة والمُحابَاةُ. (ه) ومنه حديث عمر <أُتِيَ بِشَارِبٍ، فقال: لأبْعَثَنَّك إلى رَجُلٍ لا تأخُذُه فِيكَ هَوَادَةٌ>. (ه) وفي حديث عِمْران بن حُصَين رضي اللَّه عنه <إذا مُتُّ فَخَرجْتُم بي فأسْرِعُوا المَشْيَ ولا تُهَوِّدُوا كما تُهَوِّد اليَهُودُ والنَّصَارى> هُو المَشْيُ الرُّوَيْدُ المُتأنِّي، مِثْل الدَّبيبِ ونَحْوِه، من الهَوادَةِ. (ه) ومنه حديث ابن مسعود <إذا كُنْتَ في الجَدْب فأسْرِعِ السَّير ولا تُهَوِّد> أي لا تَفْتُر. {هور} (ه) فيه <مَنْ أطاعَ رَبَّه فَلا هَوَارَةَ عَلَيْه> أي لا هَلاكَ. يقال: اهْتَور الرجُلُ، إذا هَلَك. (ه) ومنه الحديث <مَنِ اتَّقَى اللَّهَ وُقيَ الهَوْرَاتِ> يَعْني المَهالِكَ، واحِدَتُها: هَوْرَةٌ. (س) وفي حديث أنس <أنه خَطَبَ بالبَصْرة فقال: مَنْ يَتَّقِي اللَّهَ لا هَوَارَةَ عليه. فلَم يَدْرُوا مَا قال، فقال يَحْيى بن يَعْمَر: أي لا ضَيْعَةَ عليه>. (ه) وفيه <حتى تَهَوَّرَ اللَّيلُ> أي ذَهَب أكْثَرُه، كما يَتَهَوَّرُ البِنَاءُ إذا تَهَدَّم. ومنه حديث ابن الصَّبْغاء <فَتَهَوَّر القليبُ بِمَنْ عَلَيْه> يقال: هَارَ البِنَاءُ يَهُورُ، وتَهَوَّرَ، إذا سقَطَ. (ه) ومنه حديث خُزَيمة <تَرَكَتِ المُخَّ رَاراً والمَطِيَّ هَارً> الهَارُ: السَّاقِطُ الضَّعِيف. يقال: هُو هَارٍ، وهَارٌ، وهَائِرٌ، فأمَّا هَائر فهو الأصْلُ، من هَارَ يَهُورُ. وأمَّا هَارٌ بالرفع فَعلى حَذْفِ الهَمْزَة. وأمَّا هَارٍ بالجَرِّ، فَعَلى نَقْل الهَمْزة إلى [ما (تكملة يلتئم بها الكلام)] بَعْدَ الرَّاء، كما قالوا في شائك السِّلاح: شَاكِي السِّلاح، ثُمَّ عُمِل به ما عُمِلَ بالمَنْقُوصِ، نحو قاضٍ ودَاعٍ. ويُرْوَى <هَارّاً> بالتشديد، وقد تقدم (وسيجيء: <هاماً>) {هوش} (ه س) في حديث الإسْرَاء <فإذا بَشَرٌ كَثِيرٌ يَتَهَاوَشُون> الهَوْشُ: الاخْتِلاط: أن يَدْخُل بَعْضُهُمْ في بَعْض. (ه) ومنه حديث ابن مسعود <إيَّاكُم وهَوْشَاتِ الأسْواق> ويُرْوَى بالْيَاء. أي فِتنَها وَهَيْجَها. (ه) ومنه حديث قيس بن عاصم <كُنْتُ أُهاوِشُهُم في الجَاهِليَّة> أي أُخَالِطُهُم على وَجْهِ الإفْسَاد. (ه) وفي <مَن أصاب مالاً مِن مَهاوشَ أذْهَبَه اللَّه في نَهابِرَ> هُو كُلُّ (هذا شرح أبي عبيد، كما ذكر الهروي) مَالٍ أُصِيبَ مِن غَير حِلِّهِ ولا يُدْرَى ما وَجْهُه. والهُواشُ بالضَّمِّ: ما جُمِع من مَالٍ حَرَامٍ وَحَلالٍ؛ كأنه جَمْعُ مَهْوَش، من الهَوْش: الجَمْعِ والخَلْطِ، والمِيمُ زائدةٌ. ويُرْوَى <نَهَاوِش> بالنُّون. وقد تقدّم. يُرْوَى بالتَّاء وكسر الواو، جَمْعُ تَهْوَاشٍ، وهُو بِمَعْناه. {هوع} (س) فيه <كان إذا تَسَوَّك قال: أُعْ أُعْ، كأنه يَتَهَوَّعُ> أي يَتَقَيَّأُ. والهُوَاعُ: القَيءُ. (س) ومنه حديث عَلْقَمة <الصَّائم إذا تَهُوَّع فَعَلَيْه القَضاءُ> أي إذا اسْتَقَاء. {هوك} (ه) فيه <أنَّه قَالَ لِعُمَر في كلام: أمُتَهَوِّكُونَ أنْتمْ كما تَهوَّكَتِ اليَهُودُ والنصارى؟ لقَدْ جئتُ بها بَيْضَاءَ نَقِيَّةً> التَّهُوُّك كالتَّهُوُّر، وهو الوُقُوع في الأمْرِ بِغَيْرِ رَوِيَّة. والمُتَهَوِّك: الذي يقَعَ في كُلِّ أمْرٍ. وقيل: هُوَ التَّحَيُّر. وفي حديث آخر <أنَّ عُمَر أتاه بصَحِيفَةٍ أخَذَهَا مِن بَعْض أهل الكتَاب، فَغَضِبَ وقال: أمُتَهوِّكُون فيها يا ابْن الخَطَّاب؟>. {هول} (س) في حديث أبي سفيان <إنّ مُحمَّداً لم يُنَاكِر أحَداً قَطُّ إلا كانَتْ معَه الأهْوالُ> هي جَمْع هَوْل، وهو الخَوْفُ والأمْرُ الشَّديدُ. وقد هَالَه يَهُولُه، فهو هَائِلٌ ومَهُولٌ. (س) ومنه حديث أبي ذَر <لا أهُولنَّك> أي لا أُخِيفُك فلا تَخَفْ مِنِّي. (س) ومنه حديث الوَحْي <فَهُلْتُ> أي خِفْتُ ورَعَبْتُ، كقُلْتُ من القَول. (س [ه]) وفي حديث المَبْعَث <رأى جِبريلَ يَنْتَثِر (في الأصل، وا: <ينتشر> بالشين المعجمة، وأثبته بالثاء المثلثة من اللسان، ومن تصليح بحواشي الهروي. ويؤيده ما في مسند أحمد 1/412،460، من حديث عبد اللَّه بن مسعود.) من جَنَاحِه الدُّرُّ والتَّهاويلُ> أي الأشْيَاء المُخْتَلفة الألوان. ومنه يقال لِمَا يَخْرُج في الرّياض من ألْوانِ الزَّهْر: التَّهَاويِلُ، وكذلك لما يُعَلَّق على الهَوادِج من ألوانِ العِهْنِ والزِّينَة. وكأن واحِدَها تَهْوَالٌ. وأصْلُها مِمَّا يَهُولُ الإنْسَانَ ويُحَيّره. {هوم} (ه) فيه <اجْتَنِبُوا هَوْمَ الأرضِ، فإنَّها مَأوَى الهَوامِّ> كذا جاء في رواية. والمشهور بالزَّاي. وقد تقدّم وقال الخطَّابي: لَسْتُ أدْري ما هُوْمُ الأرض. وقال غَيْرُه: هَوْمُ الأرض: بَطْنٌ منْها، في بَعْضِ اللُّغَاتِ. (ه) وفي حديث رُقَيْقَة <فَبَيْنَا أنَا نَائِمةٌ أو مُهَوِّمَة> التَّهْويم: أوْلُ النَّوْم، وهُو دُون النَّوْم الشَّديد. (ه) وفيه <لا عَدْوى ولا هَامَةَ> الْهَامةُ: الرَّأسُ، واسْمُ طائرٍ. وهو المُرادُ في الحديث وذلك أنهُم كانوا يَتَشَاءَمُون بها وهي من طَير اللَّيل. وقيل: هي البُومَةُ وقيل: كانَتِ العَرَبُ تَزْعُم أنَّ رُوحَ القَتِيل الذي لا يُدْرَكُ بِثَأرِه تَصِير هَامَةً، فتَقُول: اسْقُوني، فإذا أُدْرِكَ بِثَارِه طَارَتْ. وقيل: كانُوا يَزْعُمُون أن عِظام الميت، وقيل رُوحه، تَصِيرُ هَامةً فتَطِيرُ، ويُسَمُّونه الصَّدَى، فنَفَاه الإسْلامُ ونهاهُمْ عنه. وذَكَره الهروي في الهاء والواو وذَكَره الجوهري في الهاء والياء. (س) وفي حديث أبي بكر رضي اللَّه عنه والنَّسَّابَةِ <امِنْ هَامِهَا أم مِنْ لَهَازِمِهَا؟> أي مِن أشْرَافِها أنْتَ أم مِن أوْسَاطِها؟ فشَبّه الأشْرافَ بالهَامِ وهي جَمْعُ هَامَةٍ: الرَّأسِ. وفي حديث صَفْوانَ <كُنَّا مع رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في سَفَرٍ إذْ نَادَاه أعْرابي بِصَوْتٍ جَهْوَرِيّ: يا مُحمَّدُ، فأجابه النبي صلى اللَّه عليه وسلم بِنحْوٍ من صَوْته: هَاؤُمْ> هَاؤُم: بمعْنَى تعال، وبمعنى خُذْ. ويقال للْجمَاعة، كَقوله تعالى: <هَاؤُمُ اقْرأوا كِتابِيَهْ> وإنّما رَفَع صَوْتَه عليه الصلاة والسلام من طَريق الشَّفَقَة عليه، لئلا يَحْبَطَ عَمَلُه، من قوله تعالى <لا تَرْفَعُوا أصْواتَكُم فَوْقَ صَوْتِ النبي> فَعَذَره لِجَهْله، ورَفَع النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم صَوْتَه حتى كان مِثْلَ صَوْتِه أو فَوْقَه، لِفَرْطِ رأفِتَه به. {هون} (ه س) في صفَته عليه الصلاة والسلام <يَمْشِي هَوْناً> الهُوْنُ: الرِّفْق وَاللِّينُ والتّثَبُّتُ. وفي رواية <كانَ يَمْشي الهُوَيْنَا> تَصْغِير الهُونَى، تَأنِيثُ الأهْوَنِ، وهو من الأوّل. (ه) ومنه (أخرجه الهروي من حديث علي كرّم اللَّه وجهه) الحديث <أحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْناً مَّا> أي حُبّاً مُقْتَصِداً لاَ إفْرَاطَ فِيه وإضَافَةُ <مَا> إليه تُفيد التَّقْلِيل. يَعْني لا تُسْرِفْ في الحُبِّ والبُغْضِ، فَعَسى أن يَصيرَ الحَبيبُ بَغيضاً والبَغيضُ حَبِيباً، فلا تَكُون قَدْ أسْرَفْتَ في الحُبّ فتَنْدَمَ، ولا في البُغْضِ فتَسْتَحِييَ. {هوه} (س) في حديث عمرو بن العاص <كُنْتُ الهَوْهَاةَ الْهُمَزَةَ> الهَوْهَاة: الأحْمقُ. وقال الجوهري: <رَجُلٌ هُوهَةٌ بالضم: أي جَبَان>. (س) وفي حديث عَذابِ القَبر <هَاهْ هَاهْ> هذه كَلمَة تُقال في الإبْعاد، في حكاية الضَّحِك. وقد تُقال للتَّوجُّع، فَتكُون الهاء الأولى مُبْدَلَة من هَمْزَة آهْ، وهو الألْيَقُ بِمَعْنى هذا الحديث. يقال: تَأوَّه وتَهَوَّه، آَهَةً وهَاهَةً. {هوا} *في صِفَتِه عليه الصلاة والسلام <كأنَّما يَهْوِي مِن صَبَب> أي يَنْحَطُّ، وذلك مِشْيَة القَوِيّ من الرِّجَالِ. يقال: هَوَى يَهْوِي هَوِيَّاً، بالفتح، إذا هَبَط. وهَوَى يَهْوِي هُوِيَّاً، بالضم، إذا صَعِدَ. وقيل بالعَكْس وهَوَى يَهْوِي هُوِيَّاً أيضا، إذا أسْرَع في السَّير. (ه) ومنه حديث البُراق <ثم انْطلق يَهْوِي> أي يُسْرِعُ. (س) وفيه <كُنْتُ أسْمَعُه الهَوِيَّ من الليل> الهَويّ بالفتح: الحِينُ الطَّويل من الزَّمانِ. وقيل: هو مُخْتَصٌّ باللَّيل. (س [ه]) وفيه <إذا عَرَّسْتُم فاجْتَنِبُوا هُوِيَّ (في ا: <هَوَى>) الأرضِ> هكذا جاء في رواية، وهي جَمْع هُوَّة، وهي الحُفْرةُ والمُطْمَئِنّ من الأرض. ويقال لها المَهْوَاةُ أيضا. (ه) ومنه حديث عائشة <وَوَصَفَتْ أباهَا قالت: وامْتَاحَ من المَهْوات> أرَادَتِ البِئر العَمِيقَة. أي أنه تَحَمَّل مَالَم يَتَحَمَّلْه غَيْرُه. (س) وفيه <فأهْوَى بِيَدِه إليه> أي مَدّها نَحْوه وأمَالَها إليه. يقال: أهْوَى يَدَه وبِيَده إلى الشَّيء لِيَأخُذَه. وقد تكرر في الحديث. وفي حديث بَيْع الخِيَار <يَأخُذُ كُلُّ واحِدٍ من البَيْع مَا هَوِيَ> أي مَا أحَبَّ. يقال مِنه: هَوِيَ بالكسر، يَهْوَى هَوىً. وفي حديث عاتكة: فهُنَّ هَوَاءٌ والحُلُومُ عَوَازِبُ * أي خالِيَةٌ بَعِيدَة العُقُول، من قوله تعالى <وأفْئدَتُهُم هَوَاءٌ>. {هيأ}(س) فيه <أقِيلُوا ذَوِي الهَيْئَاتِ عَثَراتِهِم> هُمُ الَّذين لا يُعْرَفُون بالشَّرِّ، فَيَزِلُّ أحَدُهم الزَّلَّة. والهَيْئَةُ: صُورَةُ الشَّيء وشَكْلُه وحَالَتُه. ويُريدُ به ذَوي الهَيْئاتِ الحَسَنَةِ الذَيِن يَلْزَمُون هَيْئةً واحدة وسَمْتاً واحداً، ولا تَخْتَلفُ حَاَلاتُهم بالتَّنَقُّل من هَيْئَة إلى هَيْئَةٍ. {هيب} (ه) في حديث عُبَيد بن عُمير <الإيمان هَيُوبٌ> أي يُهَابُ أهْلُه، فَعول بمعنى مَفْعُول فالنَّاسُ يَهابُون أهْلَ الإيِمان، لأنَّهم يَهَابُون اللَّه تعالى ويَخافُونَه. وقيل: هو فَعُولٌ بمعنى فاعِل: أي أنَّ المُؤمِنَ يَهابُ الذُّنُوبَ فَيَتَّقِيهَا. يقال: هابَ الشَّيءَ يَهابُه، إذا خَافَهُ وإذا وَقَّرَهُ وعَظَّمَه. وفي حديث الدعاء <وقَوَّيْتَنِي على مَا أهَبْتَ بِي إليه مِنْ طَاعَتِك> يقال: أهَبْتُ بالرَّجُلِ، إذا دَعَوْتَه إلَيْك. [ه] ومنه حديث ابن الزُّبير في بِناء الكَعْبَة <وأهَابَ النَّاسَ إلى بَطْحِهِ> أي دَعَاهُمْ إلى تَسْوِيَته. {هيج} *في حديث الاعتكاف <هاجَتِ السَّماءُ فمُطِرْنَا> أي تَغَيَّمَتْ وكَثُرَتْ رِيحُها وهَاجَ الشَّيءُ يَهِيجُ هَيْجاً، واهْتاجَ: أي ثَارَ وهَاجَه غَيْرُه. ومنه حديث المُلاعَنة <رَأى مع امْرأتِه رَجُلاً، فَلَم يَهِجْه> أي لم يُزْعِجْه ولم يُنَفِّرْه. وفيه <تَصْرَعُها مَرَّةً وتَعْدِلُها أُخْرَى، حتى تَهِيجَ> أي تَيْبَسَ وتَصْفَرَّ. يقال: هَاجَ النَّبْتُ هِيَاجاً، إذا يَبِسَ واصْفَرَّ. وأهَاجَتْه الرِّيحُ. ومنه الحديث <كنا مع النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم فأمَرَ بِغُصْنٍ فَقُطع أوْ كانَ مَقْطُوعاً قَدْ هَاجَ وَرَقُه>. (ه) وحديث علي <لا يَهِيجُ على التَّقْوَى زرْعُ قَوْمٍ> أرادَ مَنْ عَمِلَ للَّه عَمَلاً لم يَفْسُدْ عَمَلُه ولم يَبْطُل كما يَهِيجُ الزَّرْعُ فيَهْلِك. وفي حديث الدِّيات <وإذا هَاجَت الإبِلُ رَخُصَتْ ونَقَصَتْ قِيمتُها> هَاجَ الفَحْلُ، إذا طَلَبَ الضِّرَابَ، وذلك ممَّا يُهْزِلُه فَيَقِلُّ ثَمَنُه. (س) وفيه <لا يَنْكُلُ في الهَيْجَاء> أي لا يَتَأخَّر في الحُروب. والهَيْجَاء تُمَدُّ وتُقْصَر. ومنه قصيد كعب: مِنْ نَسْجِ دَاوُدَ في الهَيْجَا سَرابِيلُ * {هيد} (ه) فيه <كُلُوا واشْرَبُوا ولا يَهِيدَنَّكُمُ الطَّالِعُ المُصْعِدُ> أي لا تَنْزَعِجُوا للفَجْر المُسْتَطِيل فَتمْتَنِعُوا به عن السُّحُور (في الأصل، وا، اللسان: <السَّحور> بالفتح. وانظر مادة (سحر) فيما سبق) فإنَّه الصُّبح الكاذبُ. وأصْل الهَيْدِ: الحَرَكة، وقد هِدْتُ الشَّيءَ أهِيدُه هَيْداً، إذا حرَّكْتَه وأزْعَجْتَه. (ه) ومنه حديث الحسن <ما مِنْ أحدٍ عَمِل للَّه عَمَلاً إلا سَارَ في قَلْبِه سَوْرَتَانِ، فإذا كانت الأُولَى للَّه فلا تَهِيدَنَّه الآخِرةُ> أي لا تُحَرّكَنَّهُ ولا تُزِيلَنَّه عنها. والمعنى: إذا أرَادَ فِعْلاً وصَحَّت نِيَّتُه فيه فوَسْوَسَ له الشَّيْطَان فقال: إنك تُريد بهذا الرِّياءَ فلا يَمْنُعه ذلك عن فِعْله. (ه) ومنه الحديث <قيل له في مسجِده: يا رسولَ اللَّه، هِذْهُ، فقال: بَلْ عَرْشٌ كعَرْشِ مُوسَى> أي (هذا شرح ابن قتيبة، كما في الهروي) أصْلِحْهُ. وقيل (القائل هو أبو عبيد، كما في الهروي): هو الإصْلاحُ بَعْد الهَدْم (ه) ومنه الحديث <يَا نارُ لا تَهِيدِيه> أي (وهذا شرح ابن الأعرابي، كما ذكر الهروي أيضا) أي لا تُزْعِجِيهِ. (ه) ومنه حديث ابن عمر <لَوْ لَقِيتُ قاتِلُ أبِي في الحَرَم ما هِدْتُه>. (س) وفي حديث زَيْنب <مَا لي لا أزَالُ أسْمَع اللَّيلَ أجْمَعَ: هِيدْ هِيدْ قيل: هذه عِيرٌ لعَبْد الرحمن بن عَوْف> هِيدْ بالكسر: زَجْر للإبِل، وضَرْبٌ من الحُدَاء. ويقال فيه: هَيْدٌ هَيْدٌ، وَهَادٌ. {هيدر} (س) فيه <لا تَتَزَوَّجَنَّ هَيْدَرَةً> أي عَجُوزاً أدْبَرَت شَهْوَتُها وحَرارَتُها وقيل: هو بالذَّال المعجمة، من الهَذَر، وهو الكلام الكثير، والياء زائدة. {هيس} (ه) في حديث أبي الأسود <لا تُعَرِّفُوا عليكم فُلاناً فإنه ضَعيفٌ ما عَلِمْتُه، وعَرِّفوا عليكم فُلاناً فإنه أهْيَسُ ألْيَسُ> الأهْيَسُ: الَّذي يَهُوسُ: أي يَدُور يعني أنه يَدُورُ في طَلَب ما يَأكُلُه، فإذا حَصَّلَه جَلَسَ فَلَم يَبْرَح. والأصْل فيه الوَاوُ، وإنَّما قال بالياء لِيُزَاوِجَ ألْيَس. {هيش} (ه) فيه <لَيْسَ في الهَيْشات قَوَدٌ> يُريدُ القَتِيلَ يُقْتَل في الفتنة لا يُدْرَى مَن قَتَلَه ويقال بالواو أيضا. (ه) وكذلك حديث ابن مسعود <إيَّاكُم وهَيْشَاتِ الأسْواقِ>. {هيض} (ه) في حديث عائشة <لمَّا تُوفِّيَ رَسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قَالَتْ: واللَّهِ لو نَزَل بالجِبال الرَّاسيَات ما نَزل بي لَهَاضَها> أي كَسَرَها: والهَيْضُ: الكَسْرُ بَعْدَ الجَبْر. وهُو أشَدّ ما يَكُون من الكَسْر وقد هاضَهُ الأمْرُ يَهِيضُهُ. ومنه حديث أبي بكر والنَّسَّابة: يَهيضُه حِيناً وحِيناً يَصْدَعُهْ * أي يَكْسِرهُ مَرَّةً ويَشُقُّهُ أخْرى. (ه) وحديثه الآخر <قِيلَ لَه: خَفِّضْ (في الهروي: <خَفِّف عليك فإن هذا مِمّا يَهيضك>.) عليك فإنَّ هَذَا يَهيضُك>. (ه) ومنه حديث عُمَر بن عبد العَزيز (وهو يدعو على يزيد بن المهلّب، لما كسر سجنه وأفلت. كما ذكر الهروي) <اللَّهُمَّ قد هَاضَني فَهِضْهُ>. {هيع} (ه) فيه <خَير الناسِ رَجُلٌ مُمْسِكٌ بِعنَان فَرَسِه في سَبيل اللَّه، كُلَّما سَمِعَ هَيْعَةً طارَ إليْها> الهَيْعَةُ: الصَّوتُ الذي تَفْزَع منه وتَخَافُه من عَدُوّ. وقد هَاعَ يَهيعُ هُيُوعاً (زاد الهروي: <وهَيَعاناً>) إذا جَبُنَ. (ه) ومنه الحديث كُنْتُ عِنْد عُمَر فَسَمِعَ الهَائِعَة، فَقال: ما هَذا؟ فَقِيل: انْصَرَفَ الناسُ مِن الوِتْر> يَعْنِي الصِّياحَ والضَّجَّة. {هيق} (ه) في حديث أُحُد <انْخَزَلَ عَبْدُ اللَّه بنُ أُبَيّ في كَتِيبَةٍ كأنَّه هَيْقٌ يَقْدُمُهُمْ> الهَيْقُ: ذَكَر النَّعام. يُرِيدُ سُرْعَةَ ذَهَابِه. {هيل} (ه) فيه <أنَّ قوماً شَكُوْا إليه سُرْعَة فَنَاء طَعامِهم، فقال: أتَكِيلُونَ أمْ تَهِيلُون؟ قالوا: نَهِيلُ، قال: فَكِيلُوا وَلا تَهيلُوا> كُلُّ شيء أرْسَلْتُه إرْسالاً مِن طَعام أو تُرَابٍ أو رَمْلٍ فَقَدْ هِلْتَه هَيْلاً. يقال: هِلْتُ المَاءَ وأهَلْتُه، إذا صَبَبْتَه وأرْسَلتَه. (ه) ومنه حديث العَلاء <أوْصَى عِند مَوْتِهِ: هِيلُوا عليَّ هذا الكَثيبَ ولا تَحْفِروا لِي>. (ه) ومنه حديث الخَنْدَق <فَعادَت كَثِيباً أهْيَلَ> أي رَمْلاً سَائِلا. {هيم} (ه) في حديث الاسْتسقاء <أغْبَرَّتْ أرْضُنَا وهَامَتْ دَوَابُّنا> أي عَطِشَت وقَد هَامَتْ تَهيمُ هَيَمَانَاً بالتَّحريك. (ه) ومنه حديث ابن عمر <أنَّ رَجُلاً باعَه إبِلاً هِيماً> أي مِرَاضاً، جَمْع أَهْيَمَ، وهو الذي أصابَهُ الهُيامُ، وهو دَاءٌ يُكْسِبُها العَطَش فَتَمُصُّ الْمَاءَ مَصّاً ولا تَرْوَى. ومنه حديث ابن عباس <في قوله تَعالى: <فَشارِبُون شُرْبَ الهِيم> قال: هَيَامُ الأرض> الهَيام بالفتْح: تُرَاب يُخالِطُه رَمْل يُنَشِّف المَاءَ نَشْفاً. وفي تقَديره وَجْهان: أحَدُهُمَا: أنّ الهِيمَ جَمْع هَيَام، جُمِعَ على فُعُل ثم خُفِّف وكُسِرتِ الهَاء لأجْلِ اليَاء. والثَّاني: أن يَذْهَب إلى المَعْنى، وأنَّ المُرادَ الرّمالُ الهِيمُ، وهي التي لا تَرْوَى. يقال: رَمْلٌ أهْيَمُ. ومنه حديثُ الخَنْدَق <فعادَتْ كثيِباً أهْيَمَ> هكذا جاء في رواية، والمَعْروف <أهْيَلَ> وقد تقدم. (س) ومنه الحديث <فَدُفِنَ في هَيامٍ مِن الأرْضِ>. وفي حديث خُزَيمة <وَتَرَكتِ المَطيَّ هَاماً (سبقت <هاراً>>) هي جَمْع هامَة، وهِي الَّتي كانوا يَزعُمُون أنَّ عِظامَ الميِّت تَصيرُ هَامَةً فتَطِيرُ من قَبْرِه. أو هو جَمْع هائِم، وهُو الذَّاهبُ على وجْهِه، يُريدُ أنّ الإبل مِن قِلَّة المَرْعَى ماتت مِن الجَدْب، أوْ ذَهَبَت على وَجهِها. (ه) وفي حديث عكْرمة <كان عَليٌّ أعلمَ بالمُهَيِّمَاتِ> كَذَا جَاء في رواية. يُرِيدُ دَقائِقَ المَسائل الَّتي تُهَيِّم الإنْسانَ وتَحَيِّرهُ. يقال: هامَ في الأمْرِ يَهِيم، إذا تَحَيَّر فيه. ويُرْوَى <المُهَيْمِنات> وقد تقدم. {هين} (ه) فيه <المُسْلِمُون هَيْنُونَ لَيْنُون> هُمَا تَخْفِيف الهَيِّنِ واللَّيّن. قال ابن الأعرابي: العَرَب تَمْدَحُ بالهَيْن اللَّيْن، مُخَفَّفَيْن، وتَذُمُّ بهمَا مُثَقَّلَين وهَيِّنٌ فَيْعِلٌ، من الهَوْنِ، وهو السَّكينَة والوَقَارُ والسُّهولَة، فَعَيْنُه وَاوٌ. وشيءٌ هَيْنٌ وهَيِّنٌ أي سَهْل. ومنه حديث عمر <النِّساء ثَلاثٌ فَهَيْنَةٌ لَيْنَةٌ عَفيقَة>. (س) وفيه <أنه سار عَلى هِنَته> أي على عَادَتِه في السُّكون والرِّفْق. يقال: امْشِ على هِنَتِكَ: أي على رِسْلِكَ. وفي صِفَتِه عليه الصلاة والسلام <لَيْس بالجَافي ولا المُهِين> يُرْوَى بفتح الميم وضَمِّها، فالفَتْح من المَهَانة، وقد تقدّم في حرف الميم. والضم مِن الإهانَةِ: الاسْتِخْفَافِ بالشَّيء والإسْتِحْقار، والاسم: الهَوانُ وهذا بَابُه. {هينم} (ه) في حديث إسلام عمر <ما هذه الهَيْنَمَةُ؟ > هي الكلامُ الخَفيُّ لا يُفْهَمُ والياء زائدة. ومنه حديث الطُّفيل بن عَمرو <هَيْنَمَ في المَقَامِ> أي قَرأ فيه قِراءةً خَفِيَّة. {هيه} (س) في حديث أميَّة وأبي سُفيان <قال: يا صَخْرُ هِيِهِ، فقُلْتُ: هِيهاً> هِيهِ بمَعْنَى إيهٍ، فأبْدلَ من الهَمْزَة هَاءً وإيه اسْمٌ سُمِّيَ به الفِعْل، ومَعْنَاهُ الأمْرُ تَقُول للرَّجُل: إيهِ، بغَير تَنْوين، إذا اسْتَزَدْتَه من الحديث المَعْهُود بَيْنَكُما، فإن نَوَّنْتَ: اسْتَزَدْتَه مِن حَديثٍ مّا غَيْرِ مَعْهُود، لأنَّ التَّنْوين للتَّنْكير، فإذا سَكَّنْتَه وكَفَفْتَه قُلْتَ: إيهاً، بالنَّصْب. فالمَعْنَى أنَّ أميَّة قال له: زِدْنِي من حَديثِك، فقال له أبو سُفْيانَ: كُفَّ عن ذلك. وقد تكرر في الحديث ذكر <هَيْهَاتَ> وهي كَلِمَة تَبْعيد مَبْنيَّةٌ على الفتح ونَاسٌ يَكْسِرُونَها. وقد تُبْدَل الهاء همزة، فيقال: أيْهَاتَ، ومَن فَتَحَ وَقَفَ بالتَّاء، ومَنْ كَسَر وَقَفَ بالهَاء.
|